عبده الأسمري
صاغ سيرته بمداد «الدبلوماسية» وسداد «الكتابة» رافعاً راية «الاعتزاز» ومترافعاً عن غاية «الإنجاز»..
يرتكن إلى «أصول» أولى و»فصول» مثلى شكلت فيها «العائلة» نواة للتأثير وتمثلت فيها الأسرة كأداة للأثر..
ما بين «تركيبة» شخصية تستدعي «الإثبات» وتسترعي «الانتباه» وتتجه إلى «الثبات» عاش متيماً بالتشخيص «المعرفي» مبتعداً عن «الشخصنة» الذاتية مستنداً على «خبرة» سياسية و»خيرة» حياتية أقام بناؤها من «لبنات» التخصص وأعلى شأنها بملكات «الاختصاص».
ما بين متون «المسؤولية» وشؤون «المساءلة» ظل مقيماً في «عوالم» التقييم الذاتي.. يقتفى «أُثر» الأخطاء ويحتفي بمآثر العطاء بأنين «القلم» ويقين «التعلم» وسط مقتضيات «السياسة» ومنعطفات «الخارجية» ومتطلبات «التأليف» مضى «راشداً» يوزع الإمضاءات في «نافذة» يومية للكتابة و»صناعة» مستديمة للمعرفة.
إنه السفير والكاتب الدكتور عبدالعزيز الصويغ أحد أبرز الدبلوماسيين والأكاديميين والكتاب في الوطن والخليج.
بوجه حجازي «الملامح» مديني» المطامح وعينين تنبعان بنظرات «الذكاء» وتقاسيم تشبه والده وتقتسم مع أخواله وأناقة وطنية تعتمر الأزياء المشكلة الزاهية وشخصية مسكونة بالود ومفتونة بالجد ومحيا عامر بالألفة وغامر بالتالف وكاريزما تتوارد منها «سمات» الهدوء» وتتعالى وسطها «صفات» الإنصات وصوت جهوري خليط بين اللهجة الجداوية في مجالس» العائلة والأًصدقاء» واللغة البيضاء في مواقع «الرفقة والزملاء» والقول الفصل في منصات «السفارات» والحديث الأصيل في قاعات «الجامعات «والحدث المؤثر على صفحات «الرأي» قضى الصويغ من عمره عقودا وهو يملأ مكانه بأمانة «الثقة» ويبهج زمانه بمتانة التكليف ليركض في ميادين «المناصب» بأنفاس «التمكين» ويؤصل في مضامين «العلا» مواقف «المكانة» دبلوماسياً وأكاديمياً وشورياً وكاتباً ومؤلفاً جمع «المهارات» من أرجاء «الدوافع» ووزع «الإنجازات» في آفاق «المنافع».
في جدة «الثرية» بزف المبدعين إلى دروب «المعالي» ولد عام 1947 في مساء ربيعي أبهج جيران «المكان» بعبق «البشرى» وانطلقت «الأهازيج» الحجازية في المنزل المكتظ برياحين «القربى» وتفتحت عيناه على «والد» مكافح يمتهن «الحرف» ويحترف «المهن» وأم ودودة وأقارب يوزعون «النبل» ببذج في اتجاهات التعاضد..
ارتسمت في ذاكرته «الغضة» أحاديث مسائية في مجلس أسرته كان تصف «الرحلات» المجللة بالكدح من القصيم إلى المدينة المنورة ثم المكوث في جدة مقتنصاً «الفوائد» الأولى و»العوائد» المثلى من سمعة «العائلة» وسلالة «الأسرة» المنحدرة من جذور قبائل «الخزرج» العريقة.
ركض طفلاً في أحياء العروس العتيقة مرافقاً والده واستمر يقتنص «الصفاء» من وجوه الطيبين ويقتبس «النقاء» من ملامح العابرين معتقاً بنسمات «الرضا» في صباحات الفالحين ومتشرباً ومضات «الفرح» في صيحات الكادحين ليوجه «بوصلة» أحلامه البريئة شطر «العون» ويولي «قبلة» أمنياته العفوية نحو «التعاون» لتكتمل في ذهنه باكراً «مشاهد» القيم و»شواهد» الهمم.
ظل الصويغ يمطر جلسات أسرته بأسئلة «النبوغ» باحثاً عن «إجابات» مقنعة لغرور باكر ملأ قلبه بدواعي «التفوق» وغمر عقله بمساعي «التميز».
تجاذب الصويغ مبكراً مع النزعة «المكانية» في «جغرافيا» الأحياء والشوارع التي كانت «محفلاً» متاحاً لصناعة «التأثر» العميق بتاريخ الميناء العتيق وأصالة العبق في بيوت آل نصيف وباعشن وجمجوم وميدان البيعة وانجذب إلى «المنفعة» الزمانية في «تاريخ» القصص والروايات التي ظلت «مشهداً» مختلفاً لتأصيل الترابط الوجداني مع البيئة والهيئة في مغانم «التجار» وغنائم «المبتعثين» فظل يكتب في «كراسته» الملونة كل مساء طموحاته المصبوغة بحبر «الجرأة» والمسجوعة بجبر «التشجيع».
درس تعليمه العام بداية في الكتاتيب التي كانت منهله الأول في التعليم وحصل على الثانوية العامة عام 1965 ثم درس في كلية فيكتوريا بالقاهرة وجامعة الرياض ونال ماجستير العلوم السياسية عام 1973 من جامعة يوتاه الحكومية بأمريكا والدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة كليرمونت بأمريكا عام 1976..
عاد إلى أرض الوطن حاملاً الشهادات في يده والاستشهادات في عصمته ليبدأ سيرة متنوعة فريدة حيث عمل كملحق سياسي بوزارة الخارجية ومعيد بقسم العلوم السياسية في كلية التجارة بجامعة الرياض من (1969- 1971) ثم أستاذ مساعد قسم العلوم السياسية، بكلية العلوم الإدارية من 1976 وحتى 1979 ثم ترأس قسم العلوم السياسية خلال الفترة (1977 - 1979) ثم تعين مديراً بمركز البحوث بكلية العلوم الإدارية عام 1977 لمدة عامين وتعين على وظيفة مستشار غير متفرغ لمعالي وزير الإعلام من (1977- 1979) ثم وكيل وزارة مساعد وزارة الإعلام من (1979 - 1986) ثم تعين سفيراً بوزارة الخارجية. ثم مدير الإدارة الإعلامية والمتحدث الرسمي ورئيس المكتب الإعلامي لسمو وزير الخارجية ثم نال الثقة الملكية حيث تم تعيينه سفيرا لدى دولة كوريا الجنوبية، وقنصل عام للمملكة العربية السعودية في مدينة هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية للفترة من (1995 - 1998) واختير عضو مجلس الشورى لدورة مجلس الشورى الثانية للفترة من (1998 - 2002).
ثم تعين على منصب مدير عام فرع وزارة الخارجية منطقة مكة المكرمة من عام 2002 حتى 2006 ثم تم تعيينه سفيراً للسعودية في كندا عام حتى تقاعد في 10 مارس 2008م
شارك في عدة مؤتمرات وندوات وفي العديد من البرامج المتلفزة ويعد من الكتاب المعروفين في الصحافة السعودية ويمارس كتابة «المقال» في أكثر من صحيفة ويمتهن التأليف المتخصص حيث ألف حوالي 14 كتاباً في عدة مجالات.. ولا يزال حاضراً كوجه وطني أصيل وأنموذج مهني نبيل يرسم «خرائط» الأقوال ويؤسس «طرائق» الأفعال في أكثر من اتجاه..
عبدالعزيز الصويغ.. الكاتب والدبلوماسي صاحب السيرة الفاخرة بالمعارف والمسيرة الزاخرة بالمشارف المتوج بإضاءات «القيمة» والمكرم بإمضاءات «المقام»..