د.حماد الثقفي
عانت الإنسانية منذ نشأتها للوصول لاختراع يمكنه أن يحاكي العقل البشري في نمطه التفكيري، مُحاولين إيجاد تفسير منطقي لذلك ومنهم، صموئيل بتلر» في روايته «إريوهون» 1872، لينحصر الذكاء الاصطناعي فقط في الخيال العلمي، بفوائده المحتملة وسلبياته المتوقعة منه، أو تصويره كعدو شرس للبشرية الذي يعتزم اغتصاب الحضارة والسيطرة عليها.. حتى تحققت في عام 2018 في نقلة كبرى صارت بحياتنا أداة رئيسية تدخل في صلب جميع القطاعات، بل وحياتنا اليومية، خاصة بعد كوفيد 19 الوبائي والإغلاقات الحدودية بين الدول، ليكون استخدامنا له متأصل من أجل الصالح العام للمجتمع، وبالتالي إطلاق مبادئ أخلاقيات تدعم مبادرات تنمية البحث والتطوير والابتكار، كان أمراً ضرورياً لإطلاق السعودية، لإطلاق أول مركز متخصص في العالم لحلول وتطبيقات الاستدامة، وفق مبادئ أخلاقيات الذكاء الصناعي لمرئيات العموم.
إنها فرصة لتدعم مبادرات تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة، بهدف توظيف التقنيات المتطورة في كافة القطاعات والهيئات حتى الوزارات وتنفيذ 3 برامج شملت 11 مبادرة بمراحل طموحة ومدروسة، تكون وسيلة لتجاوز الصعاب، وبشكل استباقي لتطبيق التقنيات الناشئة والحديثة التي بدورها ستمكن من تحقيق الأهداف الإستراتيجية وتعزيز نظام إيكولوجي ذكي وفعال لصنع القرار الفاعل بدلاً من الوسائل التقليدية في رحلة تحول رقمي مدى الحياة وفقاً لرؤية المملكة 2030 لدفع آفاق الحدود المعرفية والبحثية واسعة النطاق، للتنبؤ بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، واكتشاف الوبائيات، إضافة لتقنيات التعرف على الكلام وعلى الأنماط المرئية والتصوير الطبي والترجمة الآلية، والمساعد الآلي في الهواتف الذكية، واكتشاف مهددات البيئة البحرية، وكأن البيانات اليوم هي النفط الجديد، والتي ستسمح لـ«كاوست» بالتحسين المستمر للخوارزميات، والأتمتة والتحكم الذاتي وهي مبادئ ستساعد على الانتقال إلى الجيل التالي من الابتكار في العديد من المشاريع، ومنها المدن الذكية التي أفصحت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الصناعي، عنها مؤخراً «سمارتاثون» تحدي المدن الذكية بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والهيئة الملكية لمدينة الرياض بهدف تطوير حلول مبتكرة لتحسين المشهد الحضري في مدن المملكة.
إنها خطوة جديدة ستساعد على تأسيس ممارسات وطنية في جميع القطاعات، والحد من الممارسات الخاطئة المصاحبة لهذه التقنية ومراقبتها بالإضافة إلى المساءلة والمسؤولية.