لا شك أن موضوع التنمية العالمية أصبح أمراً مهماً في عصرنا هذا وهو أمر تهتم به منظمة الأمم المتحدة وكثيرٌ من الدول والمنظمات الأخرى. وأصبح يُدرس كتخصص في كثير من الجامعات العالمية.
وبالرغم من تعدد موضوعاتها كالقضايا البيئية (ندرة المياه والتغير المناخي والتلوث وغيرها)، والقضايا الاقتصادية كالبطالة والفقر، والقضايا السياسية والاجتماعية، وقضايا الرعاية الصحية والتعليم والتنمية البشرية، وكذلك قضايا البنية التحتية، إلا أني أرى أن القضايا الأمنية هي أكبر تحدٍّ يواجه العالم.
فمع تحول العالم إلى قرية صغيرة مترابطة ظهرت الجماعات العابرة للحدود ومنها الجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة والجماعات المنحرفة أخلاقياً وغيرها. أضف إلى ذلك الجماعات والدول الخارجة عن القانون الدولي ومشاكل الهجرة غير الشرعية والحروب السيبرانية والفكرية.
هذا التحدي ينعكس على الفرد بشكل كبير، فالتربية للأبناء أصبحت أكثر صعوبة في هذا العالم اليوم وأصبح الأمر يتطلب كثيراً من الجهد للحفاظ على أمنهم واستقامتهم، وأصبح الاهتمام بعائلة أمراً لا يخلو من تحدياتٍ جديدة بالإضافة إلى التحديات المعروفة، خصوصاً في ظل الطفرة التكنولوجية التي اخترقت جدران الخصوصية المنزلية.
وهو تحدٍّ أيضاً ينعكس على الدول فكل دولة تحارب اليوم على جبهات متعددة لتوفير الأمن لمواطنيها والمقيمين على أراضيها. إنه تحدٍّ يحتاج طرق تفكير جديدة واستثماراً أكبر في التكنولوجيا وتنمية العنصر البشري بالتركيز على التدريب والتأهيل وتكثيف مراكز التعليم والبحوث المتخصصة.
إنه الصراع بين الخير والشر، ولم يشهد العالم من قبل مواجهة بينهما كالذي يشهده العالم اليوم، لا من ناحية حجم المسرح ولا من عدد المقاتلين في كل جانب ولا في تعدد الأدوات والجبهات!
حفظ الله ولاة أمرنا ووطننا من كل شرٍّ ومكروه ووفق الجميع لما يحب ويرضى.