د.عبدالعزيز الجار الله
يحل علينا خلال الأيام القادمة اليوم الوطني الـ (92) في 23 سبتمبر 2022، وفيه نستعيد ذاكرة الأجداد وتوحيد بلادنا الغالية فمن المناسب تذكر تاريخ العمارة السعودية قبل توحيد المملكة والتطورات التي طرأت على العمارة في حتى زمننا الحديث.
فالمملكة في هذا العهد الزاهر تدخل مرحلة عمرانية جديدة بدأت تتشكل منذ عام 2015 مع تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم وإدارة البلاد، وتولي سمو الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، وإعلان الرؤية السعودية 2030.
تاريخ تطور العمارة في بلادنا مر بمراحل على النحو التالي:
المرحلة الأولى : العمارة التقليدية (الأولى) المبكرة 1902- 1932م، في عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وهي فترة ما قبل توحيد المملكة العربية السعودية من بداية قيام الدولة السعودية الثالثة 1902م وحتى قبيل توحيد المملكة 1932، تعد فترة عمارة الحجر والطين مزجاً اجتماعياً ومعمارياً: ما بين أسلوب عيش القبائل الرحل والقبائل المستقرة وبداية التوطين -الهجر -، وبين القرى والمدن المسورة حيث كانت أغلب المدن تحاط بأسوار وبوابات. فكانت العمارة امتداداً لعمارة الحجر والطين القديمة.
المرحلة الثانية : العمارة التقليدية (الثانية) المتأخرة في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله، البداية من توحيد المملكة 1932 وحتى وفاة الملك عبدالعزيز يرحمه الله 1953، العمارة التقليدية المتأخرة جاءت بعد التوحيد واستقرار الدولة، فهي عمارة متطورة لكنها في نمط الحجر والطين، وتعد امتداداً لعصور سابقة تعرف بالطراز المحلي، متطورة عن سابقتها لكنها حافظت على طرازها ولكل منطقة أسلوب في العمارة منها: العمارة الحجازية، النجدية، العسيرية، وعمارة الأحساء، والنجرانية، أيضاً أنماط العمارة في: المدينة المنورة وتبوك والقصيم والباحة وحائل وجازان والجوف والحدود الشمالية.
المرحلة الثالثة : طراز العمارة العربية في عهدي الملك سعود والملك فيصل يرحمهما الله، 1953- 1974م تأثر المعمار السعودي العام بأنماط البناء في العواصم العربية مصر والشام والعراق، البناء يتم بالصبة الإسمنتية وتعرف بالبناء (المسلح) مع استمرار عمارة الحجر والطين وإرهاصات الفلل الحديثة، فقد بنيت في هذه المرحلة القصور والعمارات والفنادق والوزارات والمطارات الأولى، نموذجها طريق الملك عبدالعزيز بالرياض.
المرحلة الرابعة : في عهدي الملك خالد والملك فهد رحمهما الله: 1975- 2005م وتوافقت مع بداية الطفرة الاقتصادية الأولى (الدورة الاقتصادية الأولى) بدأت عام 1975 مع بداية ظهور صندوق التنمية العقاري، وتمثلت بالطراز الأوروبي أو الغربي حيث دخلت مواد البناء الصبة الخرسانية وتخطيط الفلل الحديثة، والعمائر الكبيرة ذات الواجهات الزجاجية والرخامية، والأحياء السكنية ذات التخطيط الحديث.