سأعود إلى فتح ملفات الأندية الأدبية مرة ثالثة إلى عاشرة لأن كل مثقف واع يلتمس إبداعه ويرشفه من عبق من تفوح به تلك الأندية من فعاليات وأنشطة وأمسيات وندوات وهكذا، لأن كل عاشقٍ للحرف والذي يهيم بالكلمة ستجده يترقّب هنا وهنا ويلتفت لأي شيء ما يشبه نهمه، فمهما قرأت من شِعْر وقصّة ومقالة ومقامة ورواية ستبقى روحك معلّقة بالاستماع من غيرك على أقل ثقافة تسمع الإبداع وتبصره وتتفاعل معه وهذا من يشعر أن الإبداع حق مشاع لأي مثقف ومتذوق وعاشق للحرف!
ولكن بصراحة منذ الصيف هذا اختفت فعاليات الأندية الأدبية «على حدّ حلمي بضائقة تمرّ به الأندية» إلا من فعاليات تقترب من فعاليات المدارس وتبتعد عن أنشطة معارض الكتب، لا أعلم بصراحة سِرْ هذا الاختفاء أو ربما الهدوء الذي يسبق العاصفة، ربما!
هناك نادٍ أو آخر للأمانة يشتغل بخطى سلحفائية لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن على الأقل هناك شيء يقدمونه وكثّر الله أنشطتهم وفعالياتهم!
أنا وأعوذ بالله من السعلي «اسم الله عليّه وعليكم» تتبّعت معرفة وبكنه هذا الاختفاء، بحثتُ هنا وهناك لم أجد سوى ما يترقّبه الجميع من إبداع في اليوم الوطني المجيد يوم توحيد المملكة بقائدها طيّب الله ثراه وملوكها الأشاوس من فعاليات وأنشطة خلاّقة، ولكن بصراحة أخشى ما أخشاه أن تنام هذه الأندية وتعود لكهفها في سبات صيف شتوي بعدها ونظلّ نرقب كمن
الماء يراها ولا يمسكها وهو عطشان!
هناك جمعية الثقافة والفنون بجده ورئيسها النشط محمد آل صبيح وبإمكانات بسيطة جعل من فنون جدة مزارا للإبداع والتنوع والجمال مسرحا لندوات تواقيع كتب وهكذا، فعّل آل صبيح والثلّة الذين معه كل الشراكات المجتمعية وفتح باب الجمعية مفتوحا على مصراعيه الكل ينهل من كعكة التألق في شتّى الفنون..
شكراً فنون جدة، شكراً محمد آل صبيح... وعلى فكرة فنون جدة متلاصقة توأمة مع مبني نادي جدة الأدبي ومبادرات التوأمة بين الجمعية والنادي مستمرة بإلحاح من فنون جدة، لكن سبحان الله خلق وفرّق بين الأنشطة والفعاليات هنا وهناك!
سطر وفاصلة
سأضرب الحرف حتى يطيعني
ألا يكتب عن الجمال هيمانا
فكل من كتب ذاق عذابه
والحرف يكتب هائما عطشانا
رويدا يا حرف العنا لا تكتب
دع المقادير في الدنا عنوانا
وامسك عليك خيلك ورجلك
تعب القلب من الهم سهرانا
** **
- علي الزهراني (السعلي)
al-raig18-hotmail.cm