أرواحنا كـالأرض المباركـة التي تستنجـد الغيم وتبتهل إلى الله كثيراً حتى تتورد..
وتعارك الشمس حتى لا يكويها القهر.
وتحاول أن تنبت من كل خَضِرٍ زهراً ومن كل شجرٍ ثمرا.
وتستسقي بالدعاء بأن يهطلها المطر..
أيا مطراً كيف كان وقعك على أرضي ضجر؟!
كيف كنت تحفر الصخر مراراً حتى أنفطر؟!
لقد كانت تضاريس أرضي من حجر.. حتى كان المنحدر..
ذلك الوعر الذي سلكته دون خبر..!
لقد هطلتني حتى حُفر في مستقر الأرض ثمر.
وأخرجت روحي وكأنك سُقيا مطر..
مطر مطر..
عندما أحسست بأنك بللت جوانحي وأطراف قلبي والسهر..
ووضعت جودك على ليالي وحدتي وقصائدي وسوء القدر..
وكتبتك في دفتري ذاك الذي رسمتهُ وأنا أجدل جدائلي رجل القمر..
«صيّب» نحتاج على كل أرضٍ بسطت في أرواحنا
تصيبها غزارة وقعه وبركة جوده ووجوده.
وتساعدها على تجاوز صلابة الحياة واعوجاج الطريق وصعوبة المنطلق.
فقد يموت المرء مائة مرة ويحيا مرةً واحدة..
قد يموت بالفراق أو بالخيبة أو بالمرض أو بالفشل أو حتى بالوحدة..
لكنه يحيا بالتواجد مرة..
الحياة ليست نفساً وسعياً ونوماً وشرابا..
الحياة أن تتسم الروح في وجهك، وتلمع عيناك من الرضا.
أن تقبل دائماً عليها وكأنها تناديك وتنام لأنك تحب الصباح، وتسهر خوفاً من فوات الليل.
أن تعطي لأنك تحب العطاء ليس غير ذلك.
أن تكبر وأنت لا تخاف من السنين التي تمر بك.
وترقص وكأن الأيام طويت في يديك.
وتحب نفسك.. وتحب شكلك.. وتحب ما أنت عليه من قسمة وحبيب..!
صيّب يهطلك بالأمنيات ويمنحك المسببات ويسخر لك الأغنيات.. يعطيك حتى تشبع
ويرويك حتى تفيض..
كل روح كانت أرضها جرزاً أحياها صيّب لا انقطاع له
ينفض ما بها ويخرج من خيرها ما تعيش به حُبا..
وأنت.. هطلتني حتى بات الوضعُ نهرا.
يمر في جنبات روحي دهرا..!
** **
- شروق سعد العبدان