الثقافية - د.حمد الدريهم - د. فيصل خلف:
من دول ولغات مختلفة وبعيداً عن الاختيارات النقدية المعرفية الصارمة، اختاروا كتبهم المفضلة التي أحبوها وغيرت في حياتهم؛ ليعبروا عن تلك الكتب، فإليكم تلك الأذواق المعرفية:
هيون جين من كوريا الجنوبية: الآن أستطيع أن أرى تاريخنا بموضوعية
كتابي المُفضل هو: ( كرة صغيرة يقذفها قزم )، ( A small ball shot by a dwarf ) .هذا الكتاب يعرض مظاهر الحياة في كوريا الجنوبية خلال فترة السبعينات . نسميه زمن « معجزة على نهر الهان « التي شهدت تطورا هائلا في مناطق كثيرة من عدة جوانب اقتصادية و حضرية و عمرانية .ذلك الكتاب يركز على الناس الفقراء في تلك الحقبة ويعرض لنا الوضع بتفصيل دقيق ومُعبّر؛ لذا لا يمكن أن يُمحى من ذاكرتي. أسلوب الكاتب كان جاذبا ومذهلا، لايشرحُ الوضع العام فحسب إنما يجعلك جزءًا من القصة. أنا مهتم بالتاريخ الكوري لاسيما في الفترة من 1910م إلى 1990م؛ لكنني لم أفكر في حياة الناس الفقراء، كنت أنظر إلى جانب واحد قبل قراءته؛ لكن بعد اطلاعي عليه، الآن أستطيع أن أرى تاريخنا بموضوعية.
ماريو ألبيرتو كويفاس: من الفصول الرئيسة في تاريخ المكسيك
لكي نفهم المكسيك، من الضروري أن ندلف إلى المظاهر الثقافية المتعددة مثل: الرقص و الرسم و المطبخ المكسيكي الذي وُضع على لائحة التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو في عام 2010م.
كذلك من الضروري أن ندلف إلى أدبها الكلاسيكي الذي يجعلنا نعرف طبيعة المجتمع المكسيكي وأن نتعرف على دستورها كأمة متعددة الثقافات . لتحقيق ذلك الأمر لنقرأ ( السهل يحترق ) ( El Llano en llamas )، عمل رائع كُتب بواسطة الكاتب المكسيكي المُذهل: خوان رولفو ( 1917م- 1986م) الذي كتب مجموعة من السرد القصصي مُستلهمة من الثورة المكسيكية و التوزيع الزراعي التين كانتا من الفصول الرئيسة في تاريخ المكسيك . تسعة وستون عاما مرت منذ طباعة الطبعة الأولى لـكتاب ( السهل يحترق ) الذي أصبح كتابا مهما اليوم، يُقدم إلى القراء احتمالاً بأن يكونوا شهود عيان على الثراء المكسيكي الإسباني وإتقان أحد الكتاب الأمريكيين الآيبريين المهمين.
بلا شك أن أفضل طريقة لتعزيز الحوار بين الثقافات وإبراز تقدير الكُتاب هي قراءة أعمالهم؛ لذلك يسرني أن أبعث برسالة إلى المجتمع السعودي لأدعوهم بشدة لقراءة أعمال رولفو، الذي لايزال إلى اليوم أكثر الكتاب المكسيكيين ترجمة ودراسة في العالم.
فكتوريا ميتوري من لاتفيا: أحببت ذلك الكتاب؛ لأنه غير حياتي بطريقة دراماتيكية
أحد أفضل الكتب التي قرأتها كان كتاب: (السر الأعظم) للكاتبة الأسترالية روندا بايرن . قرأته عدة مرات خلال الجائحة، في تلك الفترة عندما كنا جميعا محبوسين في منازلنا.
من خلال ذلك الكتاب لقيت الفرصة؛ لكي أُركز على فهم ذاتي، من أنا فعلا؟ وكيف أتجاوز الألم الذي ينشأ من الأفكار السلبية. أحببتُ ذلك الكتاب؛ لأنه غيّر حياتي بطريقة دراماتيكية . بعد قراءته مرات عديدة وفهم موضوعه بصورة أعمق، استمررتُ في تعلم وجهات نظر جديدة من قِبل كُتّاب آخرين يسلكون نفس الاتجاه والأفكار. ذلك الكتاب منحني نظرة جديدة إلى ذاتي كشخص يدرك بأن أفكارنا فيها طاقة هائلة لتظهر بصورة جلية ما نُفكر فيه سواء كانت سلبية أم إيجابية. تعلمت كيفية تهدئة عقلي عندما يزدحم بالأفكار السلبية وأن أُركّز فقط على الأفكار الإيجابية التي تجعل حياتي أكثر سلاما وسعادة وخالية من الهموم.
إيميلو من إيطاليا: تعلمت من ذلك الكتاب بألا أحاكم ما لا أعرفه
كتاب رحلات ماركو بولو (The Travels of Marco Polo) ربما يكون أكثر الكتب التي قرأتها وأثارت اهتمامي.
الكتاب يتحدث عن القصة الكاملة للرحلة الطويلة للمؤلف من إيطاليا إلى الصين عبر الطريق القديم: طريق الحرير. على الرغم من أن الكتاب يعود إلى القرن الرابع عشر تقريبا؛ لكنه لا يزال عملاً مذهلاً بالنسبة للمسافرين من أنحاء العالم، بما فيهم أنا. كل صفحة من ذلك الكتاب تجعلني أشعر بأنني بحاجة لأكتشف أكثر عن الشعوب الذين يعيشون بعيداً عنا؛ لأن كل ثقافة تختلف عن الأخرى، فلكل ثقافة فرادتها و أهميتها . تعلمتُ من ذلك الكتاب بألا أُحاكم ما لا أعرفه وأن أذهب مباشرة إلى الأشياء التي أُريد أن أعرف المزيد عنها. قراءة ذلك الكتاب دفعتني لأتجاوز مخاوفي وأن أسافر إلى وجهات غير اعتيادية، ماركو بولو كان محقا، هناك الكثير من التجارب في الخارج تنتظرك لتعيشها كاملة بدون تحيز أو قلق.