الثقافية - أحمد الجروان:
احتفت هيئة الأدب والنشر والترجمة مساء يوم أمس الاثنين، بتخريج 20 مشروعاً من المشروعات المشاركة في «مسرعات أعمال النشر»، كما كرّمت ستة فائزين من أصحاب هذه المشروعات بناءً على اختيار لجنة التحكيم، وذلك في الحفل الختامي الذي أقيم في مدينة الرياض بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور محمد حسن علوان.
وبدئ الحفل بفيديو مرئي وثّق رحلة المشاركين في المشروع، ثم كلمة لهيئة الأدب والنشر والترجمة تضمنت عرضاً لمراحل أول مسرعة أعمال متخصصة في مجال النشر بالعالم العربي، وأهدافها، وأبرز ما قدمته خلال ستة أشهر من العمل المتواصل بمعدل 100 ساعة تدريبية و50 ساعة استشارية.
تلا ذلك كلمة الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت» التي تضمنت تثميناً لجهود هيئة الأدب والنشر والترجمة لتنظيمها لهذا المشروع الذي يحتاجه قطاع النشر، وباركت الهيئة للخريجين الوصول إلى هذه المرحلة، متمنية لهم النجاح في مسيرتهم المقبلة.
ثم استعرض الخريجون خلال الحفل قصص مشاريعهم ومميزاتهم التنافسية، قبل أن يتسلموا جوائزهم من الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة بواقع مائة وخمسين ألف ريال لكل مشروع فائز وهي: تطبيق «حرف»، ومؤسسة «تروي»، ودار «مَوْزون»، ومنصة «نادي الكتاب»، ودار «ورقة»، ودار «عالم اللغات».
الجدير بالذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة أطلقت مشروع «مسرعات أعمال النشر» بهدف تمكين 20 دار نشر سعودية في مجالات النشر المختلفة، عبر إقامة مسرعتي أعمال متتالية قدمت برامج تدريبية، وجلسات إرشادية، وشبكة من الشركاء في قطاعات الأعمال وقطاع النشر.
ضج مسرح «مسرعات أعمال النشر» بالتصفيق وتعالي أصوات الفرح لحظة إعلان أسماء الفائزين وتتويج دورهم الناشرة بالجوائز النقدية، وارتفعت عدسات المصورين لالتقاط الصور التذكارية لهم، في الأجنحة التي عرضوا بها منتجاتهم الأدبية، وكانت «الجزيرة الثقافية» حاضرة في هذا العرس الثقافي لتنقل قصص عدد من المتوجين والمشاركين.
نجاح بنكهة الفريق الواحد
أفادت ليان أمين عبدالشكور أن فوزها بالجائزة لا يمثّلها وحدها وإنما يعد نجاح لفريق عملها المكون من 15 فرداً، مبينة أن قصة دخولها مجال النشر انطلقت عقب قراءتها للروايات الأجنبية في بلد الابتعاث خلال دراسة المرحلة الجامعية، وملاحظتها لحبكة النصوص والإخراج الفني لتلك الروايات، وعطفاً على حرص الوالدين تعليم أبنائهم المطالعة وحب العلوم، كل هذا كان له الأثر في إنشاء دار موزون التي تملكها ليان.
بدأت مشروع الدار بمبالغ جمعتها من أعمال شغلتها في فترة الإجازات الصيفية، ووظائف عملت بها عقب تخرجها من الجامعة، أسست ليان دار النشر والترجمة التي كانت تحلم بها، حينها كونت فريق العمل وأصدرت أول كتاب بعنوان « الأساطير في عالمنا وحوله».
وحول مشاركتها في «مسرعات أعمال النشر» أوضحت أنها شغوفة بالنشر والترجمة ومتابعة لكل ما يُنشر على حسابات هيئة الأدب والنشر والترجمة في موقع التواصل الاجتماعي باستمرار، فقررت خوض غمار المنافسة فور إعلان الهيئة فتحت باب الترشيح للمشاركة في مسرعات الأعمال وتقديم الدعم للمشاركين بعد تقديم ملفات ترشحهم.
وعبرت ليان عن سعاتها بالفوز بجائزة، مشيرة إلى أن هذا الفوز يعتبر نجاحاً لثمرة عمل متكامل من فريق عمل الدار؛ للجهود التي بذلوها في الإعداد والتجهيز لهذه المنافسة، مضيفة أن مبلغ الجائزة سيستثمر في مشاريع الكتّاب الجدد الذين يملكون الفكرة ولكن لا يملكون تنفيذها على أكمل وجه.
عمل دؤوب ينتج النجاح
ويوضح الدكتور محمد حسنين وليال إدريس مؤسسا دار ورقة الإبداعية أن تتويجهم بإحدى جوائز «مسرعات أعمال النشر» هو احتفاء بمسيرة عمل دؤوب انطلق من دار غير مكتملة الأركان ووصل إلى الإبداع في مجال النشر على المستويات السعودية والخليجية والعالمية.
وذكر الدكتور حسنين أن دار ورقة هي دار نشر سعودية ناشئة متخصصة في إنتاج الكتب بؤرة جمالية مختلفة، تعكس التراث السعودي الغني بالثقافة، موضحاً أن داره تقدم خدمات إبداعية متنوعة، تشمل صناعة المحتوى، تطوير المنتجات، التصميم، والطباعة، والنشر والتوزيع.
واعتبرت إدريس أن استخدام تقنية «البوب أب» في أحد كتبها تعتبر تجربة جديدة لاقت جذب للجمهور المستهدف، لافتة إلى أن ورقة تمكنت من تكوين شراكات خارجية في الخليج العربي وأمريكا.
وبينت سلمى غلمان عضو في ورقة بأن الدار استعملت أسلوب مختلف في الإخراج النهائي سواء في الكتب أو المحتويات الأخرى يأخذ طابع مختلف وجاذب للطفل، مما يجعله أكثر اهتماماً للقراءة وهذا ما تسعى له الدار في إنتاجاتها.
عدم الرضا يقود إلى الفوز
وترى مرام الحميد الفائزة في «مسرعات أعمال النشر» أن هيئة الأدب والنشر والترجمة فتحت آفاق جديد لكل مهتم بإنشاء أو تطوير دار للنشر، موضحة أن تجربتها في التواصل مع الهيئة كان لها الأثر البالغ في صقل موهبتها وأحداث تغيير في أسلوبها الكتابي، وهذا ما انعكس على الدار التي أنشأتها في هذا العام الجاري باسم «ترُى».
وتبلورت فكرة إطلاق دار نشر عندما استشعرت حجم المعانة التي واجهتها في تحرير روايتها الأولى، والتي خرجت إلى النور بأسلوب لم يكن مرضياً لها، فقررت التركيز أكثر في رواياتها الثلاث على التدريب والاستفادة من الخبرات المتاحة عند هيئة الأدب والنشر والترجمة.
ولخصت الحميد عن أهداف دار «تروى» في كونها منصة لرفع مستوى الوعي الكتابي في المملكة، والتعريف بآخر طرق الإبداع الحديث في النشر، ومساعدة من لديه صعوبات في كتابة المحتوى والتأليف، وكذلك تقديم استشارات النشر.
وزارة الثقافة تمكن المرأة
وشرحت حنان صلواتي المشاركة بدار صلواتي للنشر والتوزيع حجم معاناتها القديمة قبل قيام وزارة الثقافة، واستحداث هيئة الأدب والنشر والترجمة، في استخراج تصاريح إنشاء دار للنشر، والمراجعات التي استهلكت طاقتها للحصول على غايتها.
وقالت صلواتي: (أنا من والدة ألمانية وأب سعودي وعشت فترة من الزمن في هامبرج بصحبة زوجي الذي كان يدرس الطب، وبعد عودتنا إلى أرض الوطن استكملت تعلمي الجامعي، واصطحبت معي حين عودتي رواية خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، وهي رواية كتبت لغير المسلمين في ألمانيا، وتمكّنت من ترجمتها ونشرها بعد الحصول على حقوق المؤلف في عام 2018م)
وحول معاناة استخراج التصاريح التي بدأتها في العام 2016 إضافة: (لن تدرك سلسلة المعاناة التي واجهتني عند استخراج التصاريح اللازمة لفتح دار للنشر، قبل عهد تمكين المرأة، حيث كنت أراجع وزارة الإعلام كثيرا في أول عام 2016م مصطحبة معي ملفي «العلاقي» وبه كل مستنداتي، واجهت حينها الكثير من الصعوبات أثناء زيارة للجهات المعنية وأخذ أذونات الفسح، ولكن بإصراري على تحقيق ما أهدف إليه، تكلل النجاح، ولله الحمد وحصلت على التصريح في نفس العام - ولله الحمد).
وأشادت صلواتي بهيئة الأدب والنشر والترجمة التي اختصرت الكثير على الرواة والناشرين والمؤلفين سواء من النساء أو الرجال للوصول ومكنتهم من الحصول على غايتهم بأيسر الطرق، بل دعمتها من خلال البرامج المتاحة على موقعها وعبر الرسائل التفاعلية التي ترسلها تورين إلى مؤسسات النشر ودور الأدب والترجمة.
** ** **
@a_jarwan