الثقافية الجوف - حاوره - محمد هليل الرويلي:
شاعر وكاتب كويتي، من مدينة الجهراء. حمل في قلبه الحب والسلام، وكتب الشعر الفصيح والشعر النبطي والقصة. وهو عضو في «ديوانية شعراء النبط»، وله العديد من المشاركات واللقاءات في التلفزيون والإذاعة، ويعد - كما قال لـ(الثقافية): من أنصار الحداثة، في الشكل والبناء والمحافظة على الثقافة والهوية والوجدان في المحتوى والمضمون الفكري في النص..
ضيفنا هو الشاعر والكاتب الكويتي (فيصل سعود العنزي) عضو رابطة الأدباء الكويتيين ومؤسس ورئيس (نادي الهايكو) الأدبي، قدم في سبيل صقل وحضور التجربة الأدبية التي تُعنى بالهايكو والتانكا الياباني العديد من الدورات والندوات الأدبية والأمسيات الشعرية. نسعد والقراء به وبحضوره في هذا العدد لنستعرض معاً جوانب من تجربته الغنية المتنوعة.
) في أي عام كان بداية انطلاقتك الشعرية وتجربتك الأدبية؟
- كانت بداياتي في مراحل متقدمة من عمري، حيث لم أتجاوز الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من عمري ولكن بداياتي بالنشر فعلياً كانت في عام 1998 ميلادي عبر صفحات أريج القوافي التي كان يشرف عليها ويعدها الشاعر والصحفي يوسف العنزي في مجلة المجالس..
) أعتقد أنك تتذكر القصيدة الأولى، ماذا تعني لك اليوم؟ وهل شاركت في أمسيات شعرية داخل وخارج الوطن حدثنا عنها بالتفصيل؟
- العديد من القصائد التي كتبتها لا أتذكرها حالياً، ولكن أتذكر بضع أبيات نشرتها في المجالس من أو نصاً شعرياً نشرته عبر صفحات أريج القوافي، أقول فيها:
مها يا حرفي في أول قصيده
ينبع الحب في أول طريقه
مها ذكرى على زهره عنيده
يضيع بشهدها من بل ريقه
غرام في زمان هي سيده
غرام هو ملكني في دقيقه
أفز لطيفها في يوم عيده
إذا ما مر في نسمه رقيقه
أما حول مشاركاتي في الأمسيات. نعم شاركت في العديد من الأمسيات داخل وخارج الكويت، في مسيرة أكثر من عشرين سنة في النشر والإعلام.
وهذه القصيدة التي شاركت بها في مهرجان دارين الشعري في المنطقة الشرقية:
الدمام عشق لا ينتهي
إني أتيتُ إلى الدمامِ يدفعني
موجُ الشواطي وفيها الشوقُ يحملني
مالي أراها كما حسناءَ غانيةٍ
بالفجرِ تغزلُ ضوءَ الشمسِ بالسفن
هي التي جُعلتْ بالنورِ ضوء َمدى
حتى استضاءت لنا من أجملِ المدن
علمٌ ومعرفةٌ شعرٌ وفلسفةٌ
طيبٌ وعطرٌ بها من روعةِ الفنن
فيها المباني من العمرانِ شاخصة
والناسُ فيها كرامٌ في ربى السكن
فيها المساجدُ تدعو في مآذِنِها
والكل صلى صلاة الفرضِ والسنن
والبحرُ فيها يقولُ الشعرَ مبتهجا
والريحُ ترسمُ بالصحراءِ باللحن
في ظلِ مملكةٍ بالعدلِ يحكمها
سلمانُ حامي حمى الإسلامِ والوطن
) ما رأيك بالساحة الشعبية الآن وهل الشعر يعيش عصره الذهبي كما يدعي البعض؟ وهل ساهمت القنوات في دعم الشعر الشعبي؟
- الساحة الشعبية ما زالت بخير وهناك شعراء رائعون قدموا نصوصاً شعرية جميلة، كذلك هناك منظمو أمسيات شعرية ورعاة لها، ولكن الشعر الفصيح أخذ الوهج الإعلامي وسرق الضوء من الشعراء الشعبي، والجمهور أصبح أكثر وعياً وإدراكاً لمفهوم الشعر وهويته، وقد رجع الشعر إلى الصدارة في التعبير وإبداء الرأي وأصبح حضوره مهماً في الساحة الثقافية مثل المقالة الصحفية وخطبة الجمعة وهناك شعراء عدة قدموا رسائل سامية في نصوصهم الشعرية.
أما بخصوص القنوات الفضائية فقد كانت في السابق تدعم الشعر الشعبي، أما الآن فإن وسائل التواصل الاجتماعي كسرت الحاجز بين الشاعر والجمهور، وأصبح التواصل أكثر شفافية وأسرع للانتشار.
) هل وصل إلى المستوى المنشود، ما هي قراءتك لواقع الشعر الشعبي؟
- نعم الشعر الشعبي وصل إلى مستوى جيد نستطيع أن نوجّه من خلاله هوية ووجدان المنطقة، له خصوصيته ومنهجيته وقواعده التي أصبحت ركيزة يرتكز عليها الشعراء متأصلة في جذور الماضي وما وصلنا من التراث والأثر.
) كتبت الفصحى ونلت بها مراكز جيدة.. ترى أيهما الأقرب إلى قلبك: الفصيح أم العامي؟
- بلا شك الشعر شعور متدفق ممتلئ بالمشاعر سواء كان شعبياً أو فصيحاً، ولكن أنا أميل للفصحى أكثر من الشعبي لما فيه أكثر من عنصر لكتابة محتوى النص الشعري من عروض ونحو ولغة فالقصيدة الفصحى أتعامل معها بجدية أكثر من الشعبي.
) تجربتك الإبداعية متنوعة بين شاعر ومثقف وكاتب ومؤلف.. خصائص أدبية قلما تتوافر في شخص.. حدثنا عن مؤلفاتك الأدبية بهذا الشأن، وبودنا تسليط الضوء حول تجربة كتابك الذي حمل عنوان (حكاية سلمى)؟
- بالعكس هناك كثير من الشعراء كتبوا الشعر الفصيح والشعر الشعبي والقصة والرواية على سبيل المثال الشاعر أحمد شوقي والشاعر جبران خليل جبران والشاعر فاضل خلف، ومفهوم الثقافة قد يكون غير واضح نوعاً ما عند البعض من محبي الثقافة والأدب, الثقافة هي سلوك ونمط عيش وطبائع وعادات وتقاليد الشعوب والمجتمعات من خلال هذه الثقافات تتكون هوية الشعوب ووجدانها؛ لذلك الثقافة لا تقتصر على الكاتب أو الأديب، أما بخصوص مؤلفاتي الأدبية فلدي العديد من المؤلفات من دواوين شعر ومجموعات قصصية ورواية، وهي حصيلة تجاربي وآرائي التي اكتسبتها من سنوات عمر مضت حملتها على كتفي ومضيت بها إلى المستقبل وما زلت أحملها بكل حب وشغف، كل كتاب له وقع خاص في قلبي ويمثّل جانبًا معينًا من شخصيتي ونظرتي إلى الحياة من خلال آفاق واسعة جداً قدمتها للجمهور ولعل الجمهور وجد ما يليق به في ما كتبت.
وفي جانب الشق الثاني من سؤالك، حول الإصدار المعنون (حكاية سلمى) اشتمل مجموعة قصصية يحتوي في طياته بضع سنين من أخيلتي وعباراتي وبوحي، وقصة حكاية سلمى هي قصة صراخ بين الخبر والشر والجمال والقبح واستخراج القوة من الضعف وانتصار القوة الناعمة والبراءة والصدق على الخداع والكذب في الحب، الحب شيء جميل يجب أن ينتصر في النهاية.
) وماذا عن العمل الروائي (رمال مبتلة) وآخر إصداراتك المنشورة (طيور الشرق) بودنا الحديث عنه بإيجاز؟
- الرمال المبتلة هي الطين، من حيث إن الإنسان يشكل الطين كما يشاء فهو يستطيع أن يشكل نفسه كما يشاء ولا يلقي باللوم على المجتمع والظروف والآخرين، والمؤمن الحقيقي في قدراته هو الذي يستطيع أن يصنع مجده وتاريخه كما يشاء.
أما عن إصداري الأخير (طيور الشرق) عبارة عن «فنون أدبية» جاءت من اليابان، ووصلت إلى الكويت؛ مثلما وصلت إلى العديد من الدول العربية والفنون الأدبية هي (الهايكو والتانكا) في الأدب العربي، ولقد ذكرت تعريفًا بسيطًا عن الهايكو في كتاب (طيور الشرق) مع ذكر نماذج من نصوص يابانية مترجمة للشاعر الياباني «باشو وبوسون» إضافة إلى العديد من نصوص الهايكو لشعراء عرب، وبعضًا من نصوصي، في «الهايكو والتانكا» التي قدمتها باللغة العربية.
) ضيفنا العامل في العديد من جمعيات النفع العام وخدمة المجتمع الشاعر الكويتي فيصل العنزي، مسك الحضور والإبداع نرجو لك دومًا باسم (القراء وهيئة تحرير الثقافية) ندع لك المساحة والكلمة الأخيرة الممهورة للفيصلي؟
- شكرًا لكم على هذا الحوار وتسليط الضوء على مؤلفاتي الأدبية ومسيرتي في الإعلام والنشر وإن شاء الله يجد القارئ الكريم ما يسره معنا.. وشكراً لكم.