بين الكلمة والأخرى، وأنت تتحدث العربية مع أحدهم لغته الأم العربية، تطرق سمعك، أو قل تلوث سمعك، كلمات ليست عربية، فيقول مثلاً: بس سْتِل (still)، وأنا أُرْرِدي (already)، وكُلْ بَنَانَا (banana)، واشرب الجُوس (juice)، والبس شوزك (shoes)، وهلم جرا، يقحمها في حديثه إقحاماً، متفاخراً أو متفاصحاً، ولَعَمْري إنها ليست فصاحة، وبعيدة عن الفخر بُعد ما بين المشرقين.
إنَّ الفصاحة والفخر أن تتحدث بلغتك العربية، معتزاً بها، فما ضرك إن قلت بالفصحى: لكنه ما زال/ويبقى الأمر كذا وكذا، أو حتى بالعامية: بس كذا وكذا، بدلاً عن (بس سْتِل)، وما يمنعك أن تقول بالفصحى: سبق أن فعلت كذا، أو حتى بالعامية: توني سويت كذا وكذا بدلاً عن (أنا أُرْرِدي)، ولن يُغير من طعم الموز أو العصير، إن قلت لأحدهم: كل الموز، واشرب العصير، بدلاً عن (كُلْ بَنَانَا) و(اشرب الجوس)، كما أنه لن ينقطع الحذاء إن قلت لولدك (البس الحذاء/الجزمة) بدلاً عن (البس شوزك).
إن حديثي ليس موجهاً إلى من يتقن لغتين، واضطر في ثنايا حديثه العربي أن يستخدم مصطلحاً إنجليزياً مرة أو مرتين؛ إما أنه لم تسعفه ذاكرته، أو أن المصطلح ما زال في مهده، ولم يُعَرَّب بعد، فهذا قد يُعْذر، لكني أخاطب من استبدل البنانا بالموز، والجوس بالعصير، والشوز بالحذاء والجزمة، من تجلس معه فتجده يتحدث كلمتين عربية ويُردِفُها بأخرى إنجليزية، وهكذا دواليك، فأصبح حديثه الذي يفترض أن يكون إما عربياً خالصاً، أو إنجليزياً خالصاً، أصبح مسخاً، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء.
الحل في نظري هو أن تبدأ فور قراءتك هذا المقال، في أن تراقب كلامك، وتصححه، فإن أردت أن تستخدم (بنانا) أو (جوس) أو (شوز) فاستدرك مباشرة وقل (موز) و(عصير) و(حذاء/جزمة)، وكذلك الأمر مع أبنائك وبناتك، صحح لهم فوراً، وهكذا تعتاد ألسنتنا شيئاً فشيئاً، على ألا تنطق إلا عربياً خالصاً، فإن احتاجت أن تتحدث الإنجليزية، كان إنجليزياً خالصاً.
** **
- عبدالله سليمان
@AbSoNouraldeenQ