عامٌ مضى.. واليوم يأتي عام
والنفس قد حفَّت بها الأحلام
تتسنبل الآمال في عرصاتها
ويغيثهن على الدوام غمام
فأرى الحروف وقد تأنق وجهها
تأتي وفيها الشوق والإلهام
وأرى القوافي شيَّدت أركانها
ورنت إليَّ تحفها الأنسام
قالت أطلَّ العام يا مرحى به
ضيفًا عزيزًا قدره الإكرام
فله ابتهالات القلوب وسعدها
ترقى بها الآطام والآكام
وله المعاني البيضِ أمثال الضحى
تصفو لديه.. فتفرح الأيام
وبه ابتدى عمرًا جديدًا إنه
أُنس الزمان و بهجة وسلام
***
ستون مرت، ثم سبع بعدها
تتوالد الأيام والأعوام
مرت كأن هنهية قد عشتها
وكأنها الأحلام و الأوهام
أوَّاه من زمن تولى خلسةً
لم تستطع رصدًا له الأقلام
ضيعت كل سعادتي ومباهجي
وتكاثرت في خاطري الأسقام
فغدوت أرفع رايتي ومحجتي
وأقول إن قضيتي الإسلام
وأقول هذي (طيبة) أنعم بها
هي مأرز الإيمان وهي زمام
من لابتيها أستمد عزائمي
وبأرضها يستشرف الإقدام
فعلى رباها شع نور محمد?
وبحرتيها المسلمون أقاموا
شادوا بهذا الدين أعظم أمة
وبنوا لنا الأمجاد فهي تمام
ما أجمل العام الجديد يضمنا
في بردتيه.. فمرحباً يا عام
** **
د.يوسف العارف - جدة