لم يكن هناك حديث في مجالس البادية بوادي الدواسر سوى عن الطريق الوعر، الذي يوصل وادي الدواسر إلى المناطق الشمالية منه، غير المسبوق تضاريسياً، فقد تحولت أنظارهم إليه، كطريق يملك طبيعة صعبة تتمثل في الكثبان الرملية المتحركة والوديان الموحشة، وزمنياً كأحد الطرق التي تستهلك وقتاً طويلاً لتجاوزه، مع أن طوله لا يتجاوز الـ 40 كلم.
يقف أبناء البادية كمواطنين سعوديين مبهورين فخورين بحجم إنجاز ذلك الطريق، وإنسانية اليد البيضاء والجهد المبارك لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز - رحمه الله -، الذي وجَّه إحدى الشركات الوطنية بذلك الطريق «ردماً وسفلتة وازدواجاً» على نفقته الخاصة، وذلك بدءاً من وادي هيي بالركاء شمال الهضب بوادي الدواسر باتجاه الجنوب، وصولاً إلى المناطق البرية السهلة جنوب الوادي، حيث تم الانتهاء منه عام 1421هـ.
رؤية واقع ذلك الطريق الحالي وبعد مرور 22 عاماً على افتتاحه حتى الآن، توجد عليه بعض الملاحظات، إذ يعاني المارون منه من كثرة الحفر والتشققات التي دائماً ما تتسبب في إلحاق الأضرار الجسيمة بالسيارات، ناهيك عن تكتل الكثبان الرملية على أطراف الطريق وبشكل كبير، وتأخر شركة الصيانة في إزالة الرمال الزاحفة في الوقت المناسب والمتوقع، مما يفاجىء سائقي السيارات ويحدث ما لا تحمد عقباه، علاوة على ذلك عدم وجود إنارة على الطريق، لا سيما أن أعمدة الكهرباء قريبة منه جداً وتسير بموازاته حتى مركز «العسيلة»، كما يحدو أهالي البادية الرغبة بازدواج هذا الطريق من «الفرعة» وحتى حدود الأبراج الكهربائية التي تبلغ مسافته 8 كلم؛ نظراً لكثرة المنعطفات الخطرة.
بلا شك فإن وطننا عظيم بقياداته الحكيمة وهمّة وزرائه وتكاملية قطاعاته ورؤيته في خدمة المواطن، وليكن لهذا الطريق نصيب من هذا الحراك، فالجهود المتواصلة والمبادرات المتصلة والغايات السامية لقيادتنا الرشيدة - حفظها الله - تؤكد دائماً على إسعاد المواطن وراحته وأمنه وأمانه على نفسه وأسرته.
حفظ الله الوطن، وشكراً حكومتنا الرشيدة.