حميد بن عوض العنزي
تشهد الخدمات الإلكترونية المالية تطوراً هائلاً وسريعاً على مستوى العالم، أدى إلى نمو وتسارع ظهور الشركات الناشئة في مجال الأنشطة المالية ومع النمو السريع لهذه الخدمات والهواجس الأمنية المتعلقة بأمان ومخاطر العمليات المالية تظهر مشاهد القلق على مستوى الأفراد والمنظمات.
وذكر صندوق النقد الدولي في تقرير حديث أن شركات التكنولوجيا المالية أصبحت تمثل ضغوطاً على الكيانات المنافسة القائمة منذ وقت طويل، ومن أمثله ذلك ظهور التمويل اللامركزي الذي يتمثل في شبكة مالية قائمة على الأصول المشفرة بلا وسيط مركزي، وما يتبع ذلك وفقاً للتقرير من مخاطر السوق والسيولة والمخاطر السيبرانية والهجمات السيبرانية.
وأمام هذه المتغيرات والتطورات يبدو أن العالم سيضطر إلى تجاوز وتغيير بعض النظريات الاقتصادية والمالية باعتبار أن التسارع التكنولوجي قد يتجاوز بعض التشريعات والأنظمة مما يعرض التعاملات إلى مخاطر كبيرة ولهذا يطالب الصندوق الدولي بسن السياسات التي تستهدف شركات التكنولوجيا المالية والبنوك التقليدية.
من المؤكد أن هذا التسابق الرقمي لن يخلو من الثغرات والمخاطر، ولكن ما يخشى منه أن ينعكس التسابق بين الشركات التقنية على تقديم منتجات تقنية مالية غير ناضجة مما قد يعرضها لمخاطر الاختراق وبالتالي مخاطر تمس التعاملات المالية، لا سيما تلك التي تقدم خدمات واسعة ومتشابكة عابرة للقارات مثل الاستثمار المالي والبيع والشراء والتحويلات وغيرها، ويشير الانتربول إلى أن الجرائم المالية اتخذت بُعدًا جديدًا تمامًا مع التقدم السريع الذي تشهده التكنولوجيا الرقمية، وكانت شركة ليكويد اليابانية قد أعلنت استلاء القراصنة على عملات رقمية تقدر قيمتها بـ 100 مليون دولار، وتكمن الخطورة بأن الشركات المتخصصة لم تعد بعيدة عن يد القراصنة.