واس - الرياض:
اختتم «المؤتمر السعودي الدولي الثاني للحديد» أعماله أمس بنجاح وحضور لافت اقترب من 1000 مشارك، والذي نظمته اللجنة الوطنية لصناعة الحديد باتحاد الغرف السعودية بفندق الفورسيزون بالعاصمة الرياض، تحت رعاية معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف، ومعالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، واستقطب نخبة من رواد هذه الصناعة والمستثمرين فيها في السعودية والعالم والمنطقة. وخلال الجلسة الأخيرة للمؤتمر والتي عقدت بعنوان: «الدروس المستفادة والخطوات القادمة» عبر معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف عن سعادته بما حققه المؤتمران الثاني والأول من نجاحات تعزز صناعة الحديد السعودية، وقال: إن انعقاد المؤتمر يعد تأكيداً لاهتمام الدولة بقادة صناعة الحديد والصلب والحرص على مواجهة تحدياتهم. وأكد معاليه خلال الجلسة التي أدارها المهندس رائد العجاجي رئيس اللجنة الوطنية للحديد أن وزارة الصناعة وكافة الجهات الحكومية المعنية تعمل على دعم صناعة الحديد وتتأكد من أن قطاع الحديد يعمل بكفاءة، وحماية السوق المحلية من المنافسة غير العادلة، كما أكد أن حكومة المملكة متمسكة بسياسة الحوار مع قادة الصناعات في كافة القطاعات الأخرى، وهي مستعدة للحوار واتخاذ القرارات التي تدعم الصناعة الوطنية. وتابع أن الوزارة تتعامل مع الكثير من التغيرات العالمية ومعايير الإدارة والبيئة والحوكمة (ESG) في مجال إدارة المشروعات، إضافة للاهتمام بالابتكارات والذكاء الاصطناعي، وشدد على أن البيئة الاستثمارية السعودية جاذبة نتيجة الاستقرار والبنية التحتية المتميزة، ولهذا فالفرص الاستثمارية التي تشكل تحديات في دول أخرى هي في السعودية فرص حقيقية.
وقال: إن هناك تحديات خارجة عن سيطرة صناع الحديد والصلب في السعودية، معرباً عن دعمهم لصناعة الحديد الوطنية لتكون قادرة على توفير منتجات ذات قيمة مضافة تلبي احتياجات السوق المحلية وتسمح باجتياز الحدود للأسواق الخارجية، لافتاً إلى أن القطاع الخاص كان دائماً أكثر جرأة لاتخاذ القرارات، والحكومة جاهزة للتدخل في الوقت المناسب لمساندة القطاع الخاص كما فعلت أثناء جائحة كورونا.
وعقد المؤتمر في يومه الأخير 3 جلسات عمل أخرى الأولى بعنوان «المدن الاقتصادية الحديثة»، والثانية «الصناعة، الاستثمار والابتكار» والثالثة «الأنابيب الحديدية تربط المملكة العربية السعودية» وشارك في النقاش حشد من الخبراء والرؤساء التنفيذيين لشركات كبرى في مجال إنتاج الحديد في السعودية والعالم.
من جهته قال المهندس نظمي النصر الرئيس التنفيذي لمشروع نيوم خلال كلمته في المؤتمر أن صناعة الحديد تقود التطور في أي اقتصاد بالعالم، وتناول آفاق تطور نيوم وما ستحدثه من استهلاك يفوق الحدود في الحديد، وأن أمام مصنعي الحديد بالعالم فرصة تاريخية في نيوم حيث ستستهلك مشروعاته كميات ضخمة من الحديد. ووصف نظمي «نيوم» بأنها ستكون مستقبل الصناعات النظيفة وأرض المستقبل التي تجتذب أرقى العقول والمواهب، مشيراً إلى أنه تم البدء في الأعمال الإنشائية في المشروع، وسيكون ذلك عملاً صعباً لأنه أكبر مشروع إنشاءات في التاريخ، وتابع أن نيوم ستكون مختبراً حياً لكل الصناعات الخضراء لأنها تركز على الاستدامة والطاقة المتجددة. وأضاف أن الصناعة في نيوم ستقوم على الطاقة المتجددة والصلب الأخضر، كما تتضمن خطط المشروع بناء أكبر مصنع هيدروجين أخضر في العالم، مؤكداً أن نيوم ستقدم للعالم أفضل مكان للعيش على الأرض أكثر استدامة وأفضل تخطيطا حضريا وقابلية للعيش.
وكان المؤتمر قد شهد مناقشات معمقة رصينة تحدث فيها رواد الصناعة في العالم والمنطقة، وشارك فيها نائبا وزير الصناعة والثروة المعدنية وعدد من كبار المسؤولين في جهات حكومية ذات صلة بقطاع الحديد، والقطاعات الاقتصادية الحيوية مثل أرامكو وسابك، كما خاطب معالي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور نايف فلاح الحجرف المؤتمر، وتركزت المناقشات على أبرز التحديات التي تجابه هذه الصناعة في السعودية والعالم، وأفضل الخيارات لمواجهتها، بما يحقق الطموحات التي تدعم الجهود لتمكين السعودية من أن تصبح لاعباً رئيسياً على خريطة صناعة الحديد العالمية.
مشروع القدية
واستعرض المؤتمر قبيل اختتامه أبرز معالم مشروع القدية، حيث أوضح مدير تطوير الأعمال في شركة القدية جريغ وايت سايت، أن العمل يجري حالياً في مشروع القدية على تطوير 220 كيلو متراً مربعاً وتبلغ مساحة المشروع 380 كيلو متراً مربعاً، وستكون أكبر مدينة للثقافة والرياضة والفنون في العالم، ويمتد العمل فيها على مدى 20 عاماً فيما تنطلق المرحلة الأولى في 2030. وبين خلال مشاركته في المؤتمر أن المشروع يشتمل على منطقة للجولف وعالم يحاكي ديزني لاند والرياضات المائية، فيما بُدِئ في بناء منتزه هو الأضخم من نوعه في العالم، فضلاً عن حلبة لسباق السيارات، ويتوقع أن يكون قادرا على استضافة الألعاب الأولمبية الآسيوية بداية من العام 2024، عادًا أن الأعمال الضخمة بالمشروع تشكل تحدياً لوجستياً كبيراً. وأكد أن مشروع القدية ملتزم بالحفاظ على الطاقة عبر مبانٍ مستدامة ومشروعات تعمل على خفض استهلاك الطاقة إلى نحو 60% فضلاً عن خفض الانبعاثات الكربونية.
«أوكساچون»
على صعيد آخر كشف الرئيس التنفيذي لمدينة نيوم الصناعية «أوكساچون» فيشال وانتشو أن بناء المدينة خلال العقد المقبل يستهلك أكبر قدر من الحديد والصلب، وسيراعي البناء أهمية تحييد الكربون واستخدام الطاقة النظيفة. وأوضح خلال مشاركته في المؤتمر أن مدينة أوكساچون» ملتزمة بتطبيق أعلى المعايير البيئية ضمن الصناعات والبناء والتعدين ومعالجة المخلفات، مفيدًا أن 40% من العاملين «بنيوم» هم من الكوادر الوطنية السعودية الشابة التي تلقت أفضل التعليم في الخارج وتسهم بفعالية في تنفيذ الرؤية الطموحة للمدينة، وذلك إلى جانب 70 جنسية أخرى. وبين أن المملكة من خلال هذه المشاريع والمدن الضخمة أمام فرصة تاريخية لتقود التحول العالمي في حلول الطاقة المتجددة وتقنيات البناء والصناعات الحديثة المتوافقة مع البيئة، مبينًا أن إنتاج الهيدروجين الأخضر بنيوم سيبدأ في العام 2026 بطاقة 650 طناً يومياً وسيدخل في صناعات مثل الصلب الأخضر والأسمنت بمحتوى كربوني أقل، كما ستدار المدينة 100% بالطاقة المتجددة. وأفاد أن أوكساچون» ستكون القلب الصناعي لمدينة نيوم وفق رؤية تستهدف أن تكون المنطقة الرائدة للصناعات المتقدمة النظيفة والابتكار والبحث ومنصات سلاسل الإمداد عطفاً على موقعها المميز على البحر الأحمر حيث تعبر نحو 13% من التجارة العالمية وستعمل على جذب الصناعات لبناء اقتصاد قائم على التصدير.