عبدالعزيز المعيرفي
الكثير من الخريجين والباحثين عن عمل من مختلف مناطق المملكة أصبحوا يبحثون عن وظائف في المدن الكبرى وعلى رأسها الرياض التي توفر فرصاً وظيفية أسهل وأكثر وأفضل، وهو بلاشك يزيد من الهجرة الداخلية ويرفع مستوى الزحام فيها تاركين خلفهم مدنهم التي لو وجدوا فرصة بها ما تركوها.
نعم بلاشك إن صناعة الفرص الوظيفية بالمدن الكبرى أسهل وأقل تكلفة, ولكن يجب أن نركز أيضاً على خلق وظائف في المدن الصغيرة والطرفية, وأعتقد أنه واجب اقتصادي على الشركات والمستثمرين سواء من خلال الوظائف عن بعد أو الوظائف التي يمكن نقلها إلى مدن صغرى, وأقرب مثال على ذلك مراكز الاتصال وهي التي كان يتم تشغيلها من خارج المملكة بالإضافة إلى إلزام الشركات التي تمتلك فروعاً ومكاتب في المدن الصغيرة أو الشركات المتعاقدة مع الجهات الحكومية بمشاريع معينة في تلك المنطقة.
ولكن هذا لن يتم إلا باستهداف دعم برنامج التوطين المناطقي للوظائف التي تعتمد على الميزة النسبية للأنشطة الاقتصادية لكل منطقة, وأرى أننا بحاجة إلى إطلاق مبادرة لتشجيع ودعم الشركات بتوفير مجموعة من التسهيلات التي ترغب بفتح مكاتب أو تنوي تشييد مصانع مستقبلاً في المدن الصغيرة, وأن تقوم الجهات الحكومية التي لديها مشاريع وأعمال في مناطق معينة بفتح مكاتب لها هناك داخل تلك المدن, فالكثير من شبابنا يرغب أن يعمل قريباً من أهله إن سنحت له الفرصة للعمل في مدينته.
إن التقدم الكبير الذي حققته عدد من مشاريع رؤيتنا الطموحة كنيوم والبحر الأحمر في توظيف أبناء منطقة تبوك وما جاورها هو بلاشك محل تقدير ولكن آمالنا وطموحنا أكبر في أن تساهم كافة الشركات المحلية والعالمية في إيجاد وظائف لأبناء باقي مناطق المملكة.
لقد سعدت جداً عندما رأيت مكاتب لشركات عالمية فتحت في محافظة العلا وهو بلاشك أثر اقتصادي مباشر للجهود التي بذلتها الحكومة لتطوير هذه المحافظة من خلال جذب استثمارات أجنبية وإطلاق مشاريع تطويرية وسياحية تساهم بشكل مباشر في توفير وظائف لأبناء المحافظة وخاصة للميزة النسبية لها وهي في قطاع الضيافة والسياحة والتراث.