د.عبدالرحيم محمود جاموس
إلى العقلاء أكتب وإلى من يعتبرون أنفسهم من النشطاء والعقلاء، أوجه حديثي:
هل من عقلك يا صديقي أن تروج مثل هذه/ أو تلك الأكاذيب الرائجة في بعض وسائل التواصل الاجتماعي والتي تزكم أنوفنا وتشوه صفحاتنا وتلوث ثقافتنا وتشوش عقول العامة وتفسد ذوقها ورأيها.
اتقِ الله يا أخي ويا صديقي أولاً في نفسك وثانياً في شعبك ووطنك وفي أمتك.
كم مرة قد حذرتك يا صديقي من مثل هذه الفبركات الزائفة والأخبار المصطنعة والكاذبة التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي، سواء أخذت هذه المواد الإعلامية صيغة فيديوهات أو خطابات أو تسجيلات أو مقالات أو صورة وثائق، تتعارض جميعها مع الواقع ومع العقل والمنطق السليم.
يجب أن تعي جيداً أيها الصديق أن مثل هذه المنتجات الإعلامية المشوهة والمشوه، ما هي إلا من إنتاج كتيبة إعلام الشياطين، أو من إنتاج جهات نذرت نفسها للعمل ضد مصالح شعوبها، لتقدم لكَ كوجبات إعلامية وثقافية سامة، وغذاء لآراء وعقول الدهماء والخبثاء والجهلاء والبلهاء..
فلا تكن مشاركاً مع هذه الجهات في ترويج منتجاتها السامة، التي هي قولاً وفعلاً عدوة لك ولوحدة شعبك وأمتك ولما تمثل، وهي تعمل على تفكيك وإضعاف مجتمعك وبث الفرقة بين أبناء البلد الواحد عبر نشر وترويج الإشاعة والأخبار المصطنعة وتزوير الواقع والمواقف، وتسعى إلى تكريس كل صور الشقاق والنفاق والانقسام في مجتمعك وتأجيج روح العداوة والكراهية بين الشعوب، ليسهل لها السيطرة عليها وهزيمتها بدون حرب.. وهي تمثل ساحة رئيسية من ساحات الصراع الدائر معها.
فهل تدرك أيها الصديق، مدى خطورة أن تتبنى وتردد وتروج ما تحتويه مثل هذه المواد الإعلامية من سموم سواء بقصد أو بغير قصد، وأنت تقوم بنشرها وتداولها في ظل فوضى الإعلام الإليكتروني وفوضى وسائل ما يسمى السوشل ميديا...!
إن ذلك يمثل ميداناً خصباً ومهماً من ميادين الصراع مع العدو، التي تحتم عليك وعلى شبابنا أن يدركوا خطورتها وأهميتها... وأن يحسنوا خوض الصراع من خلالها، وأن لا يتحولوا وما يمثلوه إلى أدوات طيعة وفريسة وضحية سهلة لها.
نعم علينا أن نفشل إعلام الشياطين بعدم التعاطي معه ومحاصرته وضحده بالحقائق الدامغة، وبالثبات على مواقفنا وبالثقة بأنفسنا وبأمتنا وبشعوبنا حفاظاً على أنفسنا وأمننا وأمن مجتمعاتنا، فتباً لكل من يروج ويردد وينشر تلك الأكاذيب التي لا هدف ولا غاية لها سوى النيل من صمودنا ومن وحدة شعوبنا وإلحاق الهزيمة بها.