سارا القرني
قبل كتابة هذا المقال تماماً قرأت خبراً عن إحباط الجمارك السعودية لمحاولة تهريب ما يقارب 250 ألف قرص إمفيتامين مخدر في ميناء جدة الإسلامي، وفي الأسبوع نفسه قرأت خبراً عن إحباط محاولة تهريب أخرى لمليونين ونصف مليون حبة كبتاجون، وخلال شهر قرأت ما لا يقلّ 6 محاولات لتهريب أقراص مخدرة أو أنواع أخرى من المخدرات المحظورة دولياً، لأتذكر أنه وقبل أيام أحبطت ألمانيا أكبر عملية تهريب مخدرات في تاريخها وهي عبارة عن 700 كيلو من الهيروين المخدّر مصدرها إيران!
الطامة الكبرى.. هي حين قرأت أنّ المملكة -ولله الحمد- أحبطت أكبر محاولة تهريب على أراضيها لعدد 46 مليون حبة كبتاجون، هذا الرقم المفجع يدلّ على إصرار كبير لإغراق البلاد في المخدرات وضياع أبنائها!
نحمد الله على نعمة الأمن والأمان.. ونحمد الله على توفيق رجال الأمن لمنع كلّ هذه السموم إلى بلادنا والحفاظ على أبناء الوطن بعيداً عن مصيدة الإدمان، لكنّ سؤالي الذي حيّرني.. مَن وراء عمليات التهريب التي تستهدف وطننا؟
قبل مدة حظرت المملكة استيراد المنتجات الزراعية من لبنان.. حيث إنه مرةً بعد مرة كانت تحبط المملكة محاولات تهريب لمواد مخدرة في الواردات اللبنانية من الفواكه والخضراوات، بلغت حدّها حين أوقفت المملكة مليونين ونصف المليون من حبوب الكبتاجون في شحنة رمان قادمة من بيروت، وكانت هذه المحاولة هي إحدى المحاولات الممنهجة التي يستخدمها حزب الله وميليشياته لمحاربة المملكة، ومن حق المملكة أن تغلق الحدود مع أي دولةٍ باتت صادراتها تشكّل خطراً محدقاً بشعبها.
ذكرت إحدى الصحف العربية.. أنه وبإشراف من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني تتم عملية تصنيع حبوب الكبتاجون وإنتاج الحشيش المخدّر ليتم توزيعه -بما يرضي الشيطان- على الدول المستهدفة، أفهم من هذا أنّ بعض الحروب في بعض الدول تموّلها عائدات المخدرات، وما أصدق من هذا كدليل.. هو ما تفعله طالبان والتي لديها تمويل شبه ذاتي لحركاتها بناءً على هذه المبيعات من الترويج.
طالبان.. حزب الله والحرس الثوري، كلهم يحملون الصيغة الحقيرة نقسها لفكرة تمويل الميليشيات عبر المخدرات، والفكر المعادي نفسه لبلاد الحرمين، لذلك نجد أنّ أغلب شبكات التهريب الفاشلة تُشير إلى تورطهم المباشر في هذه العمليات.
المشكلة الأكبر.. هي أنّكَ تتوقع هذه الأمور من كارتيلات المكسيك أو كولومبيا، من شبكات الترويج في شرق القارة الآسيوية، لكنك تواجه الواقع المرير حين تكتشف أنّ من يدّعي الإسلام هو من يضرب بلاد الإسلام -حماها الله.
والأجمل.. هو أن تعرف أن المملكة لم توقف محاولات التهريب الفاشلة على أراضيها فحسب، بل امتدّ ذلك إلى مساعدة اليونان في ضبط 4300 كيلو جرام من الحشيش، ونصف طن كانت مجهزة لتُنقل إلى المملكة عبر نيجيريا، وتثلج صدرك الإشادات الدولية بموقف السعودية الحازم وتصدياتها المشرّفة لهذه الآفات التي تحيط بها من كلّ جانب.