منيرة الخميري
زواجات تنتهي بعد عشرات السنين وسيناريو يتكرر والسؤال: لماذا الأنانية والمغامرة في حياة قائمة بكل أطرافها على أن الحياة بعد مضي هذا الوقت يفترض تكون أكثر استقراراً ودفئاً وتوازنًا.
لم تقف ظاهرة الطلاق على الشباب وإنما عصفت بحياة «الشيبان» واعلم أن هذه الكلمة ستُغضب الكثير لكنها حقيقة يرفضون الاعتراف بها، فيرى الرجل أنه لمجرد أنه يمتلك إمكانات الزواج من المال فهو ما زال شاباً!!
العبث بالحياة الزوجية في نهاية مراحل الزواج لمن يريد فقط أن يحلم ويطرب نفسه دون عذر شرعي قرار مؤلم للمرأة.
والجواب عندما يسأل: لماذا الزواج مرة أخرى؟ ماذا بعد هذا العمر؟ لتأتي الردود قاصفة!
لم أرتح معها، لم أحبها، لم أكن راضياً عن حياتي معها، لم أقتنع بزواجي بها، أهلي أجبروني على الزواج منها.
لم تعد تهتم بنفسها، لا تسمع كلامي، كأنك تناقش شاب العشرينات!
يا رجل هذه أعذار واهية؟! أنت فقط تحلم بحياة الشباب وتخشى تقدم العمر وتحلم بصبية وبعض الأحلام خطيئة!
هل أصبحت الآن أكثر جرأة وقوة لتتخذ قرار استحالة العيش مع زوجتك؟ ألم يكن من الأولى اتخاذ هذا القرار في ريعان شبابك؟ هل العادات والتقاليد والمجتمع والأسرة لها دور في صمت استمر سنوات؟! ليأتي طفل خلف طفل وتكتمل الحياة في الأسرة من الأولاد؟! وكل يمضي في مستقبله عوضاً من أن يكون لهم الأمان ولرفيقه دربك السند والدفء تخرجها من حياتك بطيش الشيبان لتدخل على شيخوختك شباب العشرينية!
أنت لم تقض على أحلام زوجة رغبت في استكمال الحياة معك لتنظرا سويا لأبنائكما وقد حققوا أمنياتهم وأمنياتكما، أنت فتحت بيتاً آخر ينتظر منك الكثير، زوجة تصغرك تريد أن تحيا وتحب ومشاريع لأطفال جدد.
أسأل نفسك بهذا العمر: هل أنت قادر على المضي بهذه الأسرة نحو الأمان، محققاً الاكتفاء النفسي والمعنوي والتربوي؟
كتبت مقالاً سابقاً «لا تغضبي من رجل الخمسين حين يحدثك عن فتاة العشرين» كانت رسالة للمرأة بأن كوني بالقرب منه، هو بحاجتك الآن أكثر، حاوري، شاغبي، تحدثي، فلا تصمتي، بل كوني حاضرة بروح الطفلة، فالمرأة تظل طفلة مهما كبرت والرجل يعشق الطفولة، جددي حياتك، أشعريه أنه ما زال ذلك الشاب، نحتاج أحيانًا لبعض الأكاذيب في حياتنا لنتقن منح هرمون السعادة.
كانت رسالة لصالح بعض الأزواج العاشقين لحياتهم الزوجية، فقط يحتاجون تجديداً للحياة بترجمة أكثر لأبجديات الحب والاحتواء والحنان.
المرأة مكون رئيس في الأسرة إذا شعرت بأن هناك خطراً يقترب منها، اختل التوازن في جميع أرجاء البيت، أخبرها بما تريد، اقض معها وقتاً أطول، افتح حوار احتياجاتك، اخرج معها بعيداً وشجعها على التغيير على الانطلاق برفقتك من جديد.
اخلق معها تفاصيل تنقلكما لعالم من الحياة والحب، لا تُعلق لوم التغيير فقط عليها.
وقفة لما خلف الأبواب
الأغلبية في العلاقات الزوجية بدون الدخول في النسب التي ربما تكون مرعبة، استمرت بدون محبة «العشرة» هي الحاضرة كما يتناقله الكثير من الرجال والنساء حين تكون أحاديث البوح «في مجالس القهوة».
أما عن المحبة في الأصل فهي تأتي بتوافق فكري وتقارب عاطفي، احترام، اهتمام ما يتكرر ونسمع عنه كثيراً وهو سبب أزمة أغلبية البيوت اختلاف ثقافة الزوجين لاختلاف الاهتمامات لغياب الوعي العاطفي وحاجة كلا الطرفين له وجفاف لغة الحديث من أحدهم أو كلاهما غياب التوافق التعليمي والثقافي والفكري.
المثقف سواء رجلاً أو امرأة معاناته تكمن في غياب لغة الحوار حيث المثقف يحتاج لشخص يحاوره لفكر يتوافق معه فلا يجده في رفيقه..
أخيراً
الحياة ما زالت جميلة، لا تفرطوا برفقائكم احتضنوهم، كونوا معهم ساعدوهم على الانطلاق للتغيير، اقتربوا منهم، تغاضوا عن زلاتهم، اخلصوا لهم، ابدعوا في صنع تفاصيل أيامكم واستمتعوا بقضاء الوقت معاً، اهتموا بهم ثلاثاً فالاهتمام حكاية من حكايا الحب، واحترموا ذواتهم فالاحترام سيد العلاقات.