د.شامان حامد
يعد الهيدروجين حقاً مصدراً متجدداً وخياراً لتخزين الطاقة الخضراء، فلماذا الهيدروجين (H) هو أهم شيء في الطاقة الخضراء؟ لأنه عكس أنواع الطاقات الأخرى سواء أكانت (شمسية أم رياح)، قابل للاحتراق، ويحترق في درجات حرارة عالية دون أن يخلف وراءه أي غازات دفيئة - فقط بخار الماء فيُحدث انخفاضاً كبيراً في انبعاثات Co2 العالمية التي تأتي الآن من الصناعة التي تقدر حالياً بنحو 20 %، بل ويمكنهُ أن يُصبح جزءاً لا يتجزأ من صناعة تخزين الطاقة في المستقبل وبديلاً قوياً عن طاقة الرياح والطاقة الشمسية، دون الاعتماد على بطاريات أيون الليثيوم، لكنهُ للآن ما زال مجرد عنصر آخر يجب إضافته إلى القائمة.
إن الخطط الطموحة للمستقبل الأخضر دال قوي لبناء صناعة عملاقة من الصفر تقريبًا، رغم أنها لا تزال مجرد صناعة ناشئة ذات تكاليف إنتاج عالية ومعوقات، بل وتحديات كبيرة كي يكون منافساً قوياً للهيدروجين الأزرق والرمادي، وهو ما لا يمكن تحقيقهً إلا في عام 2030 وفق «بلومبيرج»، وهو ما تتجه إليه الجهات الفاعلة ذات التفكير المستقبلي في كل القطاعات ويضعون الأساس لتوسيع نطاقه المُستقبلي، وأبرزهم السعودية وفق رؤيتها الحالمة ومبادراتها الخضراء التي تعدت حدودها للإقليمية، بل والعالمية، عبر تطبيق العديد من المبادرات، مثل مبادرة السعودية الخضراء والوصول للحياد الكربوني (صفر %) بحلول عام 2060، وضاعفت أرامكو جهودها في مواءمة متكاملة على الهيدروجين الأزرق، وتدرس أوجه التآزر بين نوعي الهيدروجين الأزرق والأخضر، وأعلنت مدينة نيوم توقعها إنتاج 1.2 مليون طن متري سنويا من الأمونيا بحلول عام 2025.
لقد أثبت النزاع الجاري حالياً بين روسيا وأوكرانيا، أن السعودية هي الملاذ الأخير لتزويد العالم بالطاقة، التي تعتمد على الغاز الطبيعي والهيدروجين بأنواعه، فبدأت منذ سنوات بإنتاج ما يعرف بالطاقة البديلة والمتجددة، بأغلب مشاريعها العملاقة مثل مشروع مدينة سكاكا ومحافظة دومة الجندل، وعَزمت على تسخير قدرتها الكامنة لدعم تطوير صناعة الهيدروجين في المملكة لتحقيق الكفاءة الاقتصادية والرفع من مستوى كفاءة الاستهلاك والريادة في أسواق الطاقة العالمية، لتستحق قيادة العالم بمجالات إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة، وبالذات الطاقة الهيدروجينية، باعتبارها الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي تمتلك أكبر طاقة فائضة تقدر (3) ملايين برميل؛ مما يُمكّنها من الوصول إلى إنتاج 13 مليون برميل يومياً بحد أقصى.