عوداً حميداً لأصحاب الهمم العالية والقيم النبيلة تحية إجلال وتقدير لكل من حملوا الأقلام وسطروا أجمل إبداعاتهم ورسخوا القيم والأخلاق في نفوس طلابهم وطالباتهم. تحية عرفانٍ لكل من حمل مشعل العلم من أجل إنارة العقول تحية لكل من حفظ أمانة التعليم وصدق في أداء رسالته السامية تجاه أبناء الأمة من المحيط إلى الخليج ليقول أنا هنا من أجل التضحية بالوقت والجهد لبناء جيل المستقبل الواعد. تحيةٌ من القلب مصدرها ومن الأعماق منبعها لتلك الشموع التي تحترق لتضيء الطريق لنا لطرد الظلام وتنير الدرب أمامنا للإبداع حتى يكون لنا السبق والريادة في اعتلاء سلم المجد لخدمة الأوطان.
معلمي القدير، بدايتك مع السنة الجديدة بأفكارٍ تكسر روتين التعليم المستهلك هي من المحفزات الشخصية التي ينعكس أثرها على طاقتك وشغفك تجاه عملك، بمعنى عندما تحدث فرقاً ملهماً في تاريخ تعليمك بعدة أمور إيجابية لك أنت شخصاً ولعطائك أشياء تشعرك بالرضا تجاه ذاتك أولاً وأهميتك من قبل طلابك. لا تحاول أن تقلد غيرك لتصبح نسخة مكرره عنهم, كن عن الآخرين مختلفاً وضع بصمتك الخاصة في أهدافك وطريقة تفكيرك, فكّر خارج الصندوق, كن مختلفاً بإصرارك وتميزك وتألقك بمظهرك العام والابتسامة الدائمة والعطاء المستمر تسعد كل روحٍ تقابلك, جميل أن يكون تأثيرك صامتاً بأخلاقك وتعاملك ولطفك وحلمك وصبرك وتفانيك، والأجمل من ذلك أن تبادر بسقاية الأرواح العطشى من حولك.
معلمي تأمل عظمة تغير الأشخاص للأفضل وامتداد أثره مثلما ترحل ويبقى أثرك جارياً بكل ما يقدمه هؤلاء الطلاب من نفع. أفتح المجال للإبداع للابتكار للتطوير للتغيير وكسر الروتين والجمود بالحدود التي تستطيع ممارستها بشرط ألا يؤثر ذلك على صحتك أو على وقتك أو طاقتك. هناك أرواح شغوفة طموحة رائعة كلها أمل فقط تحتاج من يوجهها للطريق الصحيح وأن يتابع معها بين فترة وأخرى ويحفزها بأن تتقدم ولا تستسلم وألا يقتصر وجودك على المادة التي تقدمها لهم كن مختلفاً بنجاحك وتميزك وإبداعك فالمبدعون مختلفون أينما كانوا. كيف أصبحت أنت النور الذي يقود هذه الأرواح؟ كم من البركة التي ستنتعم بها والدعوات الصادقة التي لا تتوقف والذكر الطيب في كل مكان والتيسير الذي سيملأ حياتك، والتسخير الذي يختصر عليك المسافات وغيرها من المشاعر السعيدة التي تشعرك أنك تحمل الحياة بداخلك وتنعم بها!! نعم إنه العطاء يفعل ذلك وأكثر, بناء الأرواح أمرٌ عظيم خصوصاً إن وجدت من يستنجد بك ويبحث عن الحل والطريق والمعلومة.
معلمي اجعل هذا العام بداية مختلفة واستثمر أوقات فراغك بالفائدة المرجوة لهم متوكلاً على الله ترجو منه التوفيق والسداد في بناء جيل قادم يحمل أمة محمد صلى الله عليه وسلم أبنائنا مستقبلنا وعماد أوطاننا وسلاح أمتنا عقولهم بين أيدينا ومستقبلهم نحن من نساعدهم على صناعته, فماذا عسانا صانعون؟ ونحن نعلم ونؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأراضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير).
وقفة! لكلِ معلمٍ ومعلمة كنتما ولازلتما وسوف تبقيان حتى يرث الله الأرض ومن عليها شموعاً مضيئة ونجوماً متلألئةً في فضاء العلم وخارجه وليكن شعاركما (أثر يبقى وأجر يرقى بإذن الله إلى أعلى الجنان) احتسبوا واخلصوا وجددوا النوايا وذكّروا من حولكم.
دمتم رمزاً للعطاء بلا حدود.