هلال الثبيتي - أبها:
تُعَدُّ قرية «المسقي» التراثية، نموذجاً في الجمع بين ملامح القرية الجنوبية التقليدية والبلدة ذات الطابع الحضري، فالعمران الطيني التراثي هو سر إبداع الأجداد، والتكامل الاقتصادي داخل محيطها يمثل عصوراً متعاقبة، ويشير إلى مكان يضج بالحياة والحضارة منذ أزمان بعيدة.
وتقع «المسقي» جنوب مدينة أبها على الطريق السياحي المؤدي إلى متنزه المسقي ومتنزه الجرة ومتنزه الحبلة بمسافة تزيد على 35 كم، وبحسب العديد من المصادر التاريخية كانت القرية التراثية إحدى محطات عبور المسافرين إلى الديار المقدسة وبلاد الشام وقد ذكر «ابن الكلبي» صاحب كتاب «جمهرة النسب» أن «المسقي» عُرفت منذ 300 سنة قبل الهجرة النبوية الشريفة بكونها إحدى محطات القوافل، كما ذكر المؤرخ الشهير الحسن بن أحمد الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) ما نصه (ولهم قرية كبيرة ذات مسجد جامع يقال لها المسقي).
ويشير رئيس لجنة أهالي القرية عبدالعزيز الذيب إلى أن القرية التراثية تمتد من الشمال إلى الجنوب بطول 450 متراً تقريباً وعرض 200 متر، وتُصنّف ضمن القرى التراثية الكبيرة حيث يُقدر عدد منازلها بأكثر من 450 منزلاً منها 140 منزلاً كانت مأهولة إلى وقت قريب.
ويؤكد الذيب في حديثه أن التصميم العمراني لمرافق القرية يعد مميزاً كونها تغلق بأربعة أبواب وبها ممرات وأنفاق يصعب على الغريب معرفتها وتسمى «الشداخة» تمتد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وكل ممر له اسم خاص به.