«الثقافية» - أحمد الجروان:
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله -، كرّمت وزارة الثقافة الفائزين بجوائز مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» في دورتها الثانية، وذلك في الحفل الذي نظمته وزارة الثقافة مساء اليوم، في حي جاكس في الدرعية التاريخية، بحضور جمع كبير من القيادات الثقافية والمثقفين والأدباء والإعلاميين.
وألقى معالي الأستاذ حامد بن محمد فايز نائب وزير الثقافة كلمة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، التي جاء فيها: «يسعدني أن أرحب بكم في عاصمة الثقافة، ومنارة المعرفة، وواحة الفنون، في عرسٍ ثقافي نحتفي فيه بالمبدعين، بدعم كبير من سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، وبرعايةٍ كريمةٍ من سمو سيدي ولي العهد - حفظه الله - الداعم والممكن والملهم لمنظومتنا الثقافية»، مضيفاً: «إن العمق التاريخي والإرث الحضاري لبلادنا وإبداع إنسانها، وضع المملكة في مكانةٍ ثقافيةٍ متقدمة، ما مكن وزارة الثقافة من إبراز كنوزنا الإبداعية بعمل مستدام، وفق رؤية وخطط منبثقة من رؤية المملكة 2030»، مشيراً إلى أنه انطلاقاً «من ذلك الإرث الثقافي العريق، جاءت مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية لتكون مصدر إلهام للمبدعين، وركيزةً أساسية لدفع عجلة التنمية الثقافية والمعرفية نحو مزيد من التقدم».
وشهد الحفل الإعلان عن استحداث جائزة عالمية في النسخة القادمة من مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية تحت مسمى «جائزة التميز الثقافي الدولي» ستكون مخصصة للاحتفاء بالشخصيات والمؤسسات الثقافية العالمية والإقليمية التي تثري المشهد الثقافي في شتى المجالات، في رسالة تقدير لكل من ثابر واجتهد وأسهم في القطاعات الثقافية، وتؤكد عزم المملكة على فتح منافذ جديدة للإبداع والتعبير الثقافي، وتشجيع الحوار الثقافي مع العالم.
تلا ذلك توزيع الجوائز، حيث فاز بجائزة «شخصية العام الثقافية» الدكتور عبد العزيز بن محمد السبيل، رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية، وذلك تقديراً لمسيرته الأدبية والثقافية الثريّة، ومسؤولياته في الإدارة الثقافية التي تقلد فيها عدداً من المناصب القيادية والأكاديمية خدم من خلالها الثقافة السعودية والمثقفين والأدباء، من بينها رئيس تحرير المجلة العربية، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، إضافة إلى توليه مسؤولية الإشراف على معرض الرياض الدولي للكتاب سابقاً. كما أسهم بصفته باحثاً ومفكراً أدبياً في إصدار عدة بحوث ومؤلفات، منها «الشعرنة بين السياسة والشعر»، و»مرحلة النشأة في الرواية السعودية».
فيما نال الكاتب والمخرج السينمائي بدر الحمود جائزة «الثقافة للشباب» تقديراً لجهوده في صناعة الأفلام ومبادرات النشر والترجمة والمشاريع التقنية، حيث أسس مركز «منافيرس» للابتكار والتطوير الذي يعد أول مركز من نوعه في العالم يتيح تداول المنتجات الثقافية ونشرها بشكلٍ تفاعلي، كما أسس منصة «معنى» الإلكترونية المهتمة بنشر المحتوى المعرفي والفني والفلسفي، إلى جانب إدارته لمشروع ترجمة 30 كتاباً في مجال الفلسفة والعلوم الإنسانية.
كما تم تكريم الفائزين بجوائز القطاعات الثقافية، حيث فازت بالمركز الأول في جائزة الأدب الكاتبة كفاح بوعلي، وفي جائزة النشر «مكتبة جرير»، وفي جائزة الترجمة الشاعر والمترجم الدكتور شريف بقنة، وفي جائزة الأزياء المصممة الدكتورة سميرة العتيبي، وفي جائزة التراث الوطني الباحث في الرسوم والنقوش أحمد النغيثر، وفي جائزة فنون الطهي الطاهي عبدالصمد الهوساوي.
وفاز بجائزة الفنون البصرية الفنان مهند شونو، وفي جائزة المسرح والفنون الأدائية الكاتب والممثل والمخرج علي خبراني، وفي جائزة الموسيقى الموسيقي بندر بن عبيد، وفي جائزة الأفلام المنتج والموزّع فيصل بالطيور، وفي جائزة فنون العمارة والتصميم المعماري المهندس محمد بن إبراهيم شفيع.
وعلى مستوى جائزة المؤسسات الثقافية المتوزعة على ثلاثة مسارات، فازت هيئة تطوير بوابة الدرعية بجائزة المؤسسات الثقافية في مسار القطاع الحكومي، فيما فاز معهد مسك للفنون بجائزة المؤسسات الثقافية في مسار القطاع غير الربحي، وفاز معهد البيت الموسيقي للتدريب بجائزة المؤسسات الثقافية في مسار القطاع الخاص.
ويأتي الحفل ليختتم أعمال الدورة الثانية من مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» التي أطلقتها وزارة الثقافة في عام 2020 بدعم من برنامج جودة الحياة «أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030»؛ لتحتفي من خلالها بالإنجازات والإسهامات والإنتاجات الثقافية للمثقفات والمثقفين السعوديين في مختلف مسارات النشاط الثقافي بالمملكة، وذلك إيماناً بأهمية الكريم في دفع عجلة الإنتاج الثقافي المحلي، وخلق أجواء ثقافية تنافسية تسهم في إثراء المحتوى الثقافي وتنوعه.
والجدير بالذكر أنه بدأت مراحل أعمال الدورة الثانية من مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» عندما أعلنت وزارة الثقافة عن مباشرة اللجان العاملة نشاطها لوضع التصورات الخاصة بالترشيحات وفق المسارات المقررة للجائزة، على يتم استقبال الترشيحات من عموم الجمهور والمجتمع الثقافي في شهر ديسمبر 2021م من خلال المنصة الإلكترونية المخصصة.
واعتمدت الوزارة شهر ديسمبر موعداً ثابتاً في كل عام لبدء استقبال الترشيحات في كل دورة من دورات مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية، وتتضمن مسارات المبادرة 14 جائزة ثقافية تُمنح بشكلٍ دوري لأهم الإنجازات الثقافية التي يحققها الأفراد السعوديون أو المؤسسات الثقافية الناشطة في المملكة، وهي على نحو: جائزة شخصية العام الثقافية، وجائزة الثقافة للشباب، وجائزة المؤسسات الثقافية، بالإضافة إلى جائزة الأفلام، جائزة الأزياء، جائزة الموسيقى، جائزة التراث الوطني، جائزة الأدب، جائزة المسرح والفنون الأدائية، جائزة الفنون البصرية، جائزة فنون العمارة والتصميم، جائزة فنون الطهي، جائزة النشر، جائزة الترجمة.
وفي ديسمبر 2021م افتتح باب استقبال الترشيحات أمام عموم المثقفين والجمهور من الأفراد والمؤسسات والقطاعات الثقافية عبر المنصة الإلكترونية المخصصة للجوائز الثقافية الوطنية. واستثنت وزارة الثقافة جائزة «شخصية العام الثقافية» وجائزة «الثقافة للشباب» من عملية الترشيح، حيث تمنحان وفق اختيار لجنة مخصصة، واعتمد جائزة المؤسسات الثقافية على آلية للترشيح عبر المنصة الإلكترونية تتضمن أربعة مسارات، أولها ترشيح المؤسسة أو الشركة لنفسها، أو الترشيح من قبل المؤسسات الأخرى، أو الترشيح من لجان مختصة من قبل وزارة الثقافة أو الترشيح من قبل العام. أما بقية الـ 11 جائزة فاعتمد الترشيح لها على آلية تتضمن ثلاثة مسارات، أولها ترشيح المشارك لنفسه، أو ترشيح عموم المثقفين والمبدعين للإنجازات الثقافية التي يرون أنها تستحق التقدير، أو الترشيح من لجان مختصة من قبل وزارة الثقافة.
أما في الفترة ما بين شهر مارس وحتى يونيو من العام الجاري، تابعت اللجان مراحل الفرز من ثم تصنيف المشاركات وصولاً إلى مرحلة التحكيم للمرشحين الـ14 كاملة.
أتي مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية في دورتها الثانية لعام 2021 - 2022 بعد نجاح دورتها الأولى للاحتفاء بالإنجازات والإنتاجات الثقافية للأفراد والمجموعات والمؤسسات في مختلف القطاعات الثقافية، حيث تهدف إلى تشجيع المحتوى والإنتاج الثقافي لخدمة القطاعات الثقافية الستة عشر في وزارة الثقافة، إلى جانب تقديمها للدعم المادي والمعنوي للفائزين، والمتمثل في دعم إنتاجهم الثقافي، والاحتفاء به إعلامياً ومجتمعياً، ومنحهم التمثيل الشرفي لأحد القطاعات الثقافية في الفعاليات والمناسبات التي تعقد خلال العام، كما تسعى المبادرة إلى تحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030 في جوانبها الثقافية.
هذا وقد رصدت «الجزيرة الثقافية» آراء ومشاعر المكرمين حيث اختلفت تعبير السعادة على ألسنة المتوجين بالجوائز الثقافية الوطنية ورصدت «الجزيرة» آراء عدد منهم، والكيفية التي ساروا بها نحو التتويج، بعد أن فرزت لجان الجائزة الأسماء المرشحة وفق المعايير التي سنتها للفوز بالتتويج.
وعبر الشيف عبد الصمد الهوساوي عضو هيئة التدريس بكلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة، وسفير المطبخ السعودي الفائز بالجائزة الثقافية الوطنية عن فرع فنون الطهي، عن شكره وامتنانه على الفوز الذي اعتبره وسام شرف، وانطلاقة لمرحلة جديدة في تقديم شيء يليق بمقام المملكة، مضيفاً أنه تقدم إلى الجائزة فور إعلان الترشيحات عبر البوابة الإلكترونية للجائزة واستوفى جميع المتطلبات الخاصة بفرع فنون الطهي، حامداً الله العلى القدير على تمكنه من الفوز بعد اختياره الفائز من لجنة الحكام.
ويذكر الدكتور شريف بقنة الشهراني الفائز بالجائزة الثقافة الوطنية في فرع الترجمة أن هذه الجائزة تشجع على الإبداع وعلى التقدم أكثر في مجالات الترجمة، مشيراً إلى ترشحه في العام الأول للجائزة، ولكنه لم يفز، وعاد للترشح في هذا النسخة وفاز بالوسام على الرغم من قوة الأسماء المرشحة في فرع الترجمة، وشكر في ختام الحوار وزارة الثقافة على ما توليه من اهتمام في الثقافة بشتى جوانبها.
وبينت الدكتورة سميرة محمد العتيبي الفائزة بالجائزة الثقافية بفرع الأزياء بأن الفوز يمثل نجاحاً فيما تعمله من فنون الأزياء، ويفتح لها أبواباً جديدة للمنافسة في الجوائز العالمية، كما اعتبرت أن الفوز هو هبة من الرحمن خصوصاً أن المرشحين هم كثيرون ومبدعون في مجال الأزياء، معبرة عن سعادتها الغامرة بهذا التتويج.
وقال الدكتور عبدالعزيز السبيّل، المتوَّج بجائزة شخصية العام الثقافية: (إني أشعر بسعادة لهذا التكريم، وأشعر أيضا أني أخذتها بالنيابة عن العديد من الزميلات والزملاء الذين عملنا جميعنا في حقول الثقافة لفترة من الفترات).
فوجئت حقيقة بنيلي هذه الجائزة ولم يكن هناك لا مرشحين ولا متقدمين، ولكني دعيت إلى الحفل ونودي باسمي لتكريمي ولله الحمد).