سعد العجيبان - الرياض:
أعلن قصر باكنغهام في بيان أمس وفاة الملكة إليزابيث الثانية في قصر بالمورال باسكتلندا، عن عمر يناهز 96 عاماً، بعد أن حكمت لمدة 70 عاماً.وأضاف البيان أن ابنها الأكبر الأمير تشارلز الثالث -73 عاما- سيخلف الملكة إليزابيث الثانية ملكاً. ونُكّس العلم البريطاني فوق قصر باكنغهام في لندن الذي تقاطرت إليه جموع غفيرة مساء أمس الخميس، ومن المقرر أن تتم مراسم تشييع جثمان الراحلة في 18 سبتمبر الجاري بحسب ما أعلنته بريطانيا بأن مراسم تشييع الجثمان ستستغرق عشرة أيام. وبوفاة الملكة إليزابيث أصبح ابنها الأكبر الأمير تشارلز الثالث ملك بريطانيا تلقائيا وقائدا لكومنولث يضم 14 دولة أخرى، من بينها أستراليا وكندا ونيوزيلندا.
وقال القصر الملكي: إن الملك وعقيلته سيبقيان في بالمورال مساء الخميس وسيعودان إلى لندن اليوم. وفور إعلان رحيل الملكة انفجر المحتشدون أمام قصر باكنغهام بالبكاء وسط صمت مطبق خيّم على المكان، في حين بثّت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» النشيد الوطني البريطاني. وكان آخر ظهور للملكة إليزابيث الثانية يوم الثلاثاء الماضي حيث التقت في قلعة بالمورال في اسكتلندا ليز تراس، لتعيينها رئيسة جديدة للوزراء بعد أن كانت قد استقبلت بوريس جونسون لقبول استقالته، ولتحتل ليز تراس بذلك المرتبة الخامسة عشرة بين رؤساء الوزراء الذين عينتهم الملكة طيلة سبعة عقود من حكمها، منذ أنتوني إيدن في عام 1955.
لحظة حزن كبير
ووصف الملك تشارلز، ملك بريطانيا الجديد، وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية بأنها تمثل أكبر لحظة حزن بالنسبة له، ويرتقب أن يخاطب البريطانيين اليوم الجمعة. ونقل بيان عن قصر بكنغهام على لسان الملك تشارلز: «إن وفاة والدتي الحبيبة، صاحبة الجلالة الملكة هي لحظة حزن كبير بالنسبة لي ولجميع أفراد عائلتي». وتابع: «إننا نحزن بشدة على وفاة سيدة عزيزة وأم محبوبة للغاية، وأعلم أن خسارتها سيشعر بها الجميع بعمق في جميع أنحاء البلاد، والعالم والكومنولث، ومن قبل عدد لا يحصى من الناس في جميع أنحاء العالم». وأردف «خلال فترة الحداد والتغيير هذه، سأشعر أنا وعائلتي بالراحة من خلال معرفتنا بالاحترام والمودة العميقة التي حظيت بها الملكة على نطاق واسع». وأعلنت العائلة المالكة البريطانية وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عاماً في قصر بالمورال الملكي بإسكتلندا أمس الخميس، محاطة بأبنائها وأحفادها.
الراحلة في سطور
ولدت الملكة إليزابيث في يوم 21 أبريل عام 1926 في حي مايفير الراقي بالعاصمة البريطانية لندن، واعتلت إليزابيث العرش بعد وفاة والدها الملك جورج السادس في فبراير 1952 وهي في الـ25 من عمرها منذ عام 1952، وتتربع على عرش بريطانيا لتحكم أيضاً أكثر من 12 دولة أخرى، من بينها كندا وأستراليا ونيوزيلاندا. واحتفلت الملكة إليزابيث - 96 عاماً - في وقت سابق من العام الجاري بمرور 70 عاماً على اعتلائها العرش باحتفالات وطنية استمرت أربعة أيام. وقالت في ذلك الوقت: «لقد ألهمني اللطف والفرح والقرابة التي اتضحت بجلاء في الأيام الماضية، وآمل أن يستمر هذا الشعور المتجدد بالتآزر لسنوات كثيرة مقبلة». والملكة إليزابيث هي الأطول بقاء في حكم بريطانيا والأكبر عمراً بين ملوك العالم حالياً.
الملك تشارلز الثالث
وبرحيل الملكة إليزابيث الثانية أصبح الأمير تشارلز -73 عاما- مساء أمس الخميس ملكا للمملكة المتحدة، كوريث شرعي لعرش بريطانيا باعتباره النجل الأكبر للملكة إليزابيث الثانية. وولد تشارلز في قصر بكنغهام في تاريخ 14 نوفمبر من عام 1948، الابن الأكبر للملكة إليزابيث الثانية والتي كانت دوقة إدنبرة آنذاك وزوجها الأمير فيليب، دوق إدنبرة وأول حفيد للملك جورج السادس والملكة إليزابيث، وتم تعميده في 15 ديسمبر من نفس العام. عندما أصبح عمره 3 سنوات توفي جده وأصبحت والدته الملكة ما جعله يصبح وليا للعهد.
في عام 1955 قام قصر كلارنس بإعلان أن تشارلز لن يتلقى تعليمه في المنزل، بل في مدرسة ما يجعله أول ولي عهد يتلقى تعليمه خارج القصر الملكي. وتلقى تعليمه في غرب لندن، ولم يحصل على أي معاملة خاصة، ثم انتقل إلى مدرسة والده القديمة في شرق بيركشاير، ثم انتقل إلى شمال شرقي إسكتلندا. وقد التحق الأمير بكلية كامبريدج. تم تتويج الأمير أميرا لويلز في 26 يوليو من عام 1958 في حفل مصور تلفزيونياً. وقام بإلقاء الخطاب الرسمي باللهجتين الإنجليزية والولزية. ويعتبر الأمير أكبر ولي عهد منذ الكومنولث.
في عام 1981 تقدم تشارلز بطلب يد ديانا للزواج وأنجبا ابنيهما ويليام 1982 وهنري 1984ولكن بعد فترة بدأت تتغير صورة الزواج السعيد، بظهور كاميلا باركر بولز في الصورة وارتباط تشارلز العاطفي معها على الرغم من أنها كانت متزوجة آنذاك. وفي عام 1992 أُعلن انفصال تشارلز وديانا وفي عام 1996 تم الطلاق، وفي عام 1997 أودى حادث اصطدام سيارة بحياة ديانا.