الفن الروائي هو أعظم الفنون، وأصعبها إنجازًا، وأغزرها فائدة، وأوفرها إمتاعًا، وأعمقها تأثيرًا وأحقها بالعناية والاحتفاء...
لكن الساذجين يظنونه الفن الأسهل، لذلك فهو الفن العظيم المستباح، فما أكثر الذين يحاولون تجريب الكتابة في الفن الروائي وبعضهم ليس له أية تجربة حتى في كتابة مقال...
إن الفن الروائي هو الفن الأشد تركيبًا، إنه الفن الذي لا يجيده على المستوى العالمي سوى القلة من المبدعين...
إنه العمل الإبداعي الذي يستهدف التوغل في أعماق الإنسان وتجسيد نماذج إنسانية تنير للناس فهم ذواتهم، فالكاتب الروائي ليس مجرد شخص يجيد التعامل مع اللغة ويستطيع تطويعها من أجل البناء ولكنه يسبق علماء النفس في فهم طبائع البشر، فالشخصيات الروائية تُعَدُّ مرجعًا لعلماء النفس للتعرف على النماذج البشرية...
إنه يتطلب معارف عميقة ومتنوعة كما يتطلب وجود الموهبة الفنية الزاخرة...
ديستويفسكي وتوماس مان وهمنجواي وجوزيف كونراد وتولستوي وفرجينيا وولف وأمين معلوف ونجيب محفوظ هؤلاء مجرد نماذج من كبار المبدعين العالميين...
وعلى المستوى المحلي أميمة الخميس وأثير النشمي وعبده خال ويوسف المحيميد وتركي الحمد وغازي القصيبي ومحمد علوان وهاني نقشبندي وعبدالعزيز مشري وسبعي أم قاسم هؤلاء أمثلة للروائيين السعوديين المبدعين...
إن استباحة الفن الروائي لكل من يجيد رصف الكلام تصل إلى درجة الجريمة، فلابد من حماية هذا الفن العالمي من أن يستبيحه كل من هب ودب...
الموضوع بحاجة إلى حملة توعية عن الفن الروائي وبيان امتيازه وكبح التطفل عليه ممن لا يعرفون أبجدياته...
** **
- إبراهيم البليهي