«الجزيرة الثقافية» - مسعدة اليامي:
شغفه كان هو الدافع إلى أن يصل إلى ما كان يصبو إليه في أن يكون مذيعاً له بصمته ووزنه بين أقرانه من مذيعي السعودية، فقدم العديد من البرامج عبر القناة السعودية الأولى، مثل برنامج أهلاً بكم التي تعاد حلقاته حالياً على قناة ذكريات، وكذلك قدم برنامج الخط الأبيض عبر القناة الثقافية التي أوقفت له العديد من البرامج الميدانية التي من خلالها تنقل في معظم مدن ومحافظات المملكة، وكان أول مذيع سعودي تطأ قدمه دولة الكويت بعد التحرير، ضيف اللقاء هو الأستاذ المذيع المستشار الإعلامي سعيد اليامي، الذي ذكر في مطلع حديثه أن الشغف والحب هما المحرك للاجتهاد والإبداع.
- البداية شغفك وحبك للممارسة العمل الإذاعي، ماذا كان يحتاج غير التحدي، وهل يحتاج المذيع إلى القراءة والمتابعة المستمرة؟
الشغف والحب لأي عمل بالتأكيد هو المحرك للاجتهاد والإبداع والتميز، ولكن ذلك لا يكفي بدون القراءة والاطلاع والممارسة والاستفادة من خبرات الآخرين، كل ذلك سيكون مسانداً، ورافداً وداعماً للشغف.
- كم مرة وقفت أمام المرآة تختبر قدراتك في الحديث مع الطرف الآخر؟ وما أهم الكتب التي قرأت ووجدتها رافداً لعملك الإذاعي؟
أنا أختبر قدراتي بأن أرى نفسي، وأتخيل الطرف الآخر معي في الحوار، وأتصور نفسي وأنا أطرح الأسئلة، وأتوقع ردود الفعل، والإعلامي بصفة عامة يحتاج إلى الاطلاع المستمر على كتب مختلفة، ومتنوعة، وفي كل المجالات حتى يكون لديه حصيلة ثقافية مناسبة.
- في ذلك الوقت التي كانت وسائل التطوير شحيحة ونادرة كيف طورت من نفسك؟
بالتجربة والممارسة والمتابعة للآخرين والاستفادة من الأخطاء تعتبر من الأمور المساعدة لتطوير الإنسان نفسه.
- هل كانت وما زالت المواضيع الاجتماعية هي ما تشغل تفكيرك إلى اليوم؟
أنا كنت وما زلت اهتم بالمواضيع الاجتماعية لأن مسؤولية الإعلامي أن يكون مشاركاً مؤثراً مهتماً بكل ما يقدم الوعي والإدراك والاستفادة لمجتمعه.
- يعيش المذيع علاقة مع المكان والأشخاص والمادة العلمية، ذلك التراكم الهرمي للعلوم والمعرفة والخبرات، ألا يستحق أن يجسد في مركز تدريب للمواهب في الإذاعة والتقديم، بدلاً من أن يطرح قطرة من تلك التجربة في برنامج ما؟
شبكة المعلومات سهلت اليوم لمن يريد أن يفيد نفسه ويتعلم ويتدرب في أي مجال كان، ومراكز التدريب ضرورة، خاصة الإعلاميين، لكن للأسف وكما نتابع اليوم بأن هناك من يعلنون عن أنفسهم بأنهم مدربون وخبرتهم ومعرفتهم في المجال الإعلامي قليلة، وربما حتى أنهم لم يمارسوا الإعلام.
- كتبت اقتراحات كثيرة وكان محلها سلة المهملات أمام عينيك.. هل لا تزال تلك الأفكار تراودك إلى اليوم؟ وهل تناولت تلك الأفكار عبر مقالاتك؟
قدمت من خلال عملي الإعلامي كثيراً من الأفكار (البرامجية) بعضها خرج من خلال الشاشة، وهناك أفكار قمت بالكتابة عنها من عبر الصحافة، خاصة جريدة اليوم في مقالات أسبوعية كنت أشارك بها.
- هل تفكر في جمع مقالاتك في كتاب ورقي أو رقمي من باب التوثيق لك وللأجيال القادمة؟
للأسف لم أوثق الكثير من مقالاتي، وليس عندي نية حالياً لجمعها.
- هناك من أقدم على تحويل برنامجه الذي تتناوله في ثلاثين حلقة في كتاب، وكان لذلك صدى نجاح جميل في مواقع التواصل الاجتماعي، ألا تفكر في أن يكون برنامج الخط الأبيض كتاباً، خاصة أنه ربما يكون أنضج وأفضل أعمالك؟
برنامج الخط الأبيض من البرامج التي كان لها قبول عند المشاهد، حيث تطرقنا فيه إلى عدة مواضيع اجتماعية، ربما كانت في وقت من الأوقات لا يسمح بالحديث فيها مثل العنصرية، والطائفية، والفساد، والمخدرات، وانطباع الأجانب ممن يعيشون بيننا عن مجتمعنا وسلبياته والكثير من المواضيع الأخرى، وكان البرنامج مباشراً وردود الفعل محفزة.
- أي البرامج التي قدمت شعرت بأنك وصلت معها إلى مرحلة من النضوج؟ ولماذا تعد برامجك بنفسك.. ألا تجد في ذلك تعباً أم أنك لا تثق بالآخرين أم أن لك آراء أخرى؟
أي برنامج تلفزيوني يعتمد أساساً على الفكرة، وأيضاً الحس الإعلامي، وليس بالسهولة في وقت من الأوقات أن تجد من تتوافر فيه هذه الميزات، لذلك كنت أعتمد على رؤيتي الخاصة في الإعداد.
- تتصف بالهدوء.. هل تلك صفة منذ الصغرى أم اكتسبت ذلك بسبب طبيعة عملك التي تحتاج إلى ذلك في المذيع؟
يمكن أنتِ الوحيدة التي ((وصفتني)) بالهدوء، أنا أعشق الهدوء، ولا أتصف به وكل من يعرفني على طبيعتي يقول ذلك.
- ما أهم البرامج التي كنت تتابع سابقاً؟ وما البرامج التي تتابع اليوم؟ وكيف ترى البرامج الثقافية عبر القنوات السعودية؟
من البرامج الثقافية التي كنت أتابعها الكلمة تدق ساعة، أم حالياً ليس هناك برنامج معين
- المذيع السعودي سواء كان مقدم برنامج ثقافي أو نشرة أخبار أو مراسل كان له بصمة ثقافية معروفة تلك الأجيال التي قدمت بحب وصدق الكثير والكثير ماذا تستحق اليوم؟
الإعلامي سابقاً كان له بصمة وتأثير لأن الجودة والاحترام، وتقدير المشاهد كانت هدفه ومبتغاة.
هل أصبحنا فارغين ومن دون وعي حتى تشغلنا شهرة فارغة لا تزن جناح بعوضة؟
- كيف ترى برنامج المقال المقروء؟ وما رأيك كذلك في برامج البودكاست الذي يشمل تنوعاً كبيراً في طرح المواضيع الثقافية والفكرية وتنمية الذات وقراءة الكتب.. ألا ترى أن مثل تلك البرامج من يقوم على تقديمها مذيعون؟
القنوات التلفزيونية لم يعد لها ذلك الزخم في المتابعة والتأثير، وسائل التواصل الاجتماعي اليوم هي ما يشغل وقت وفكر المتابع، ولها إيجابيات وسلبيات، وهذا يعتمد على رغبات وميول المتابع، والمنتج والبضاعة متاحة للجميع، ولكن للأسف هناك إقبال على متابعة السطحيين، ومن ليس لديهم محتوى يستحق، وجعلنا منهم أبطالا وقدوة، وأتوقع أن الناس أصبح لديهم تشبع، ومع الوقت سيتشكل لديهم وعي ورفض للتفاهات ومن يعمل على ترويجها، ولا ننسى أن لدينا شباباً لهم إسهامات مميزة ومحتوى جيد، وهم من يستحق الدعم والاحتواء والمساندة.
- الوطن لا يحتاج إلى برامج هابطة تصل إلى (الترند) ثم تفسد بعد حلول برنامج آخر، ولا تحتاج إلى برامج قائمة على الدعاية الرمادية، الوطن يستحق ما هو أفضل.. فما رأيك أنت؟
مجتمعنا ليس مجتمعا ملائكيا، هناك من يحسن وبالمثل هناك من يخطئ ويقصر، أتمنى ألا ننشغل بالسيئين لأننا بطريق غير مباشر نعمل على شهرتهم وبروزهم في المشهد العام، دور الإعلام بصفة عامه العمل أن يخدم المجتمع بإبراز من يستحق ودعمه ومساندته، والاحتواء لكل من يقدم ويعطي لوطنه ومجتمعة بصورة إيجابية.