سهوب بغدادي
فيما تعلن دول اليورو عن الإجراءات الهادفة لمجابهة الأزمة الحالية والمتمثلة بانقطاع الغاز الروسي، لتدخل في سياسة الاقتصاد ومنع الهدر الشامل للجهات الحكومية والمؤسسات والأفراد على حد سواء، وقد أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرًا بأن فصل الشتاء المقبل سيكون صعبًا، لذا تعد الحكومات الأوروبية عتادها من ملء الخزانات الخاصة بالغاز خلال الشهرين القادمين، وقد طمأنت فرنسا العامة بأنها نجحت في ملء الخزانات بشكل كامل تقريبًا، وبحسب المختصين والمطلعين على المشهدين الاقتصادي والسياسي فإن فرنسا وإن تمكنت من ملء الخزانات بنسبة 100 % فهذا المخزون لا يساوي مرور الشتاء بشكل سهل، فسيكون أصعب من غيره على كل حال، باعتبار أن نسبة 100 % من الغاز تكفي لمدة شهرين أو شهرين ونصف الشهر على أفضل تقدير. من ناحية متصلة، تعهد ماكرون في بداية الأسبوع بأن بلاده ستمد ألمانيا بالغاز الطبيعي، الأمر الذي تسبب في تصاعد الامتعاض الداخلي بتفضيل ألمانيا على فرنسا، مقابل الكهرباء الألمانية، في المقابل لمس ماكرون التقارب الألماني - الإسباني في نطاق الغاز ورفض إشراك إسبانيا في حصة الغاز وزيادة السعة بخط أنابيب جديد، تبدو التصريحات الإعلامية للدول الأوروبية مطمئنة ولكنها ليست كذلك من ناحية التطبيق العملي على أرض الواقع والأدهى من ذلك العامل الزمني الذي من شأنه أن يغير فحوى التصريحات، وتستخدم روسيا ورقة الغاز ككرت ضغط لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وبهدف الوصول إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا، أن موقف روسيا أفضل من موقف دول اليورو -الذي بدوره تدنى إلى أقل مستوياته- وبكنه ليس أفضل بكثير فعملية تقليل ضخ الغاز أو إيقاف العملية تمامًا سيكلفها الشيء الكثير ومبالغ طائلة متعلقة بالصيانة وإعادة التشغيل وما على ذلك، فهل نرى خلال الشهر القادم نقلة جديدة في المشهد السياسي بسبب الدفء الغائب؟ وهل سيقول الأوروبيون «هابي نيو يير» و «ميري كريسماس» كما جرت عليه العادة؟