سهوب بغدادي
في عصرنا الحالي الذي يتسم برقمنة أغلب الأشياء، لذا تبرز الحاجة الملحة إلى التصالح مع التقنية وتسخير الجيد منها لصالحنا، خاصةً فيما يتعلق بأطفالنا والجيل الجديد، بالتأكيد أن مواقع التواصل الاجتماعي تحمل في طياتها محتويات غير مفيدة وأخرى سيئة وضارة، إلا أنها في حال سخرت بشكل صحيح فستعود بالفائدة وادخار الوقت والجهد، على سبيل المثال ما حدث خلال جائحة كورونا وتسخير التقنية لاستمرار العملية التعليمية وعدم تعطلها لفترة طويلة، في هذا الصدد، لفتتني دراسة نشرتها قناة سكاي نيوز مفادها أن 25 % من اليافعين يرغبون بأن يصبحوا «مؤثرين» في المستقبل، أي بمعدل 1 من أصل 4 أشخاص، كما طالب اليافعون بمناهج «للمؤثرين»، قد تبدو المطالبات سطحية، ولكن يجب أن نواجهها بحكمة، فما كان ينطبق علينا لن ينطبق بالضرورة على أطفالنا، لذا يتحتم على المربين والجهات المختصة أن تعي هذا الحراك الشبابي، من خلال تقديم ما يتوافق مع الرغبة ولكن بتوجيهها نحو النطاق الصحيح، فلا مانع من تواجد منهج دراسي عن عالم المؤثرين بإيجابياته وسلبياته تباعًا، علاوة على التحديات التي يواجهها صاحب المحتوى كالتنمر الإلكتروني وعلى أرض الواقع كذلك، والحلول المتبعة في تلك الحالات، والإتيكيت الرقمي وآداب التواصل الإلكتروني وما إلى ذلك من المواضيع ذات الصلة، من ناحية متصلة، لم تجب الدراسة عن أسباب هذا التوجه الشبابي نحو العالم الرقمي، وامتهان هذه الوظيفة! فعلًا قد تكون العبارة غريبة أو مستهجنة «وظيفة مؤثر» ولكن من خلال اللوائح التنظيمية من هيئة الإعلام المرئي والمسموع نجد أنها حقيقية، وسيتم تقنينها بشكل أفضل بما يتلاءم مع مجتمعنا وديننا بإذن الله بفضل الوعي المجتمعي، ورقابة الجهات المعنية والرقابة الذاتية التي تعد أهم مقياس تنظيمي في تعاملاتنا.