بشريات الاقتصاد التاريخية التي أسعدت حكومتنا الرشيدة - أعزها الله- القلوب بالإعلان عنها مؤخراً، تتعلق اليوم بميزانية المملكة التي تعتبر مخرجات التوسع التنموي ودعم النمو الاقتصادي، التي علت أرقامها في السماء نحو القمم القياسية وبلغتها لأول مرة في تاريخها، بعد أن تحولت إلى تحقيق فائض مالي بقيمة 135.4 مليار ريال (36.1 مليار دولار) في النصف الأول من 2022، وسط ارتفاع في مداخيل النفط الخام، خلال نصف عام فقط، بعد أن كانت الميزانية سجَّلت عجزاً بقيمة 12.1 مليار ريال (3.22 مليارات دولار) في النصف الأول من 2021، لتؤكّد حكومتنا الرشيدة بذلك أن وطننا انتقل بكل ثقة وعزيمة نحو مرحلة جديدة غير مسبوقة من خطواته المتسارعة والمضاعفة في التنمية.
الإشارات العظيمة لهذا المنجز التاريخي، والتي ركّز عليها سمو ولي العهد وعرَّاب الرؤية الأمير محمد بن سلمان، تجذب إلى أن هذا النجاح ما هو إلا استهلال لنجاحات أكبر وأعظم، فمن خلال هذا المنجز، في المقام الأول، يثبت وطننا للعالم أجمع، كما يؤكد سموه دائماً، عودة تعافي الاقتصاد الوطني بعد الظرف الدقيق الذي مرَّ به العالم جرّاء أزمة كورونا، كما يبرهن أمام العالم على أن الإصلاحات التي قامت بها المملكة ساهمت في ذلك بشكل كبير، على مدى قوة ركائز اقتصاد المملكة، التي أضاء سموه عليها بدقة بقوله: «إن رحلة التحول الاقتصادي التي تتبناها الحكومة السعودية مستمرة في تحقيق المنجزات والمستهدفات وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز».
المنجز القياسي، لمن يتمعّن في الأرقام بكل دقة، لم يقف فقط عند تجاوز العجز إلى الفائض، فهو منجز متعدد، سجلت فيه إيرادات المملكة رقماً قياسياً أيضاً محققةً حوالي 648.3 مليار ريال (172.88) مليار دولار بنمو 43 %، وأصبح إجمالي المصروفات 512.9 مليار ريال (136.77) مليار دولار بنسبة زيادة 10 %، وسجّلت مداخيل النفط الخام للمملكة خلال النصف الأول من العام الجاري ما قيمته 433.7 مليار ريال (115.65) مليار دولار، مع استهدافها مستقبلاً لتحقيق فائض 90 مليار ريال (24 مليار دولار)، هو الأول منذ 2013 في حال تم تحقيقه، وهذه البيانات تكشف في مجملها، النشاط المتسارع لحجم وقوة الاقتصاد الوطني.
ما تلفت إليه هذه النجاحات، بدلالة واعية الكفاءة والقدرة والسرعة، التي يضع وطننا من خلالها خططه موضع العمل والإنجاز، وهو ما يصادق بالفعل على رؤية قيادته التي هدفها المستقبل المشرق وتأسيس وطن قوي ومتطور يعانق السماء.