قبل منتصف القرن الثالث عشر الهجري كانت نجد الأبية على موعد مع حملات محمد باشا وابنيه طوسون وإبراهيم.. حملات لم تحمل معها الورود والأمل ولم تشع الخير والنور وتمحو الجهل والظلام... ولم تبن الإنسان والمكان.. لكنها جاءت مدججة بالسلاح لتسلب الكرامة وتوحّد قبلة الولاء للباب العالي.. جاءت بجيوش جراره وعتاد عظيم وهمة عالية لجرح النفوس ودمار الديار لكنها حملات وجدت المقاومة في بعض البلدان النجدية ومنها بلدة الرس (المحافظة الحالية).
حكاية المقاومة لأهالي الرس أنصفها التاريخ والمؤرّخون فكانت قصة بطولة توحّدت فيها القلوب لصد العدو الغاشم فكانت ملحمة بطعم الفخر والاعتزاز حتى أجبروا عدوهم على الصلح العادل.. على الرغم من قلة عددهم وإمكانياتهم.. ولكن الحروب والمقاومة لها ثمن غال لا يقدر بثمن وهي أرواح الرجال الشهداء والذين يقدّر عددهم بسبعين شهيداً.. دفنوا في مقبرة عرفت بمقبرة الشهداء ولا تزال تراث شاهد وسُمي الحي المحيط بها مؤخراً بحي الشهداء.
والرس كغيرها من محافظات الوطن لبت النداء وكان لبعض أبنائها مشاركات في معركة الكرامة بالحد الجنوبي ضد المليشيا الحوثية أستشهد بعض منهم وهم يدافعون عن تراب الوطن ومنهم الشهداء القزلان والحوشاني والعويد وغيرهم ومؤخراً فقدت الرس الشهيد البطل خالد بن خلف الحربي وهو يشارك في معركة الكرامة للدفاع عن الدين والوطن.. وجاءت كلمات وكيل المحافظة سعود العساف وهو يواسي أسرة الشهيد خالد حاملة مشاعر الجميع وجامعة بين المواساة والفخر.
رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته وعظم أجر أهلهم وجبر مصابهم وألهمهم الصبر والسلوان وهؤلاء الشهداء إخوة لنا ماتوا لنبقى وضحوا ليبقى الوطن آمنناً ... فلهم منا خالص الدعاء بالمغفرة والرحمة وآمل أن يبقوا نبراساً للأجيال القادمة وتدون أسماؤهم في سجلات الشرف.. ودعواتنا بالنصر والتأييد لجنودنا المرابطين حفظهم الله وسدد رميهم وشفى جرحاهم ودحر عدوهم.. وكتب الله الأمن والأمان لبلادنا الغالية.