أجرى فريق طبي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالقصيم، عملية جراحية معقدة، أنقذت بفضل الله، شاباً «عشرينياً» -تعرض لحادث مروري مروع نتجت عنه إصابات حادة أبرزها كسر في العمود الفقري وضغط على النخاع الشوكي- من الشلل وتبعات حادة أخرى.
وقال الدكتور ناجي مسعود استشاري جراحة المخ والأعصاب، إن الشاب أسعف إلى طوارئ المستشفى في حالة معقدة، فاقداً للوعي بنسبة كبيرة، مع اضطرابات في ضربات القلب، وشلل تام وعدم شعور في الأطراف السفلية، بالإضافة إلى شلل بدرجة 3/5 في اليدين، كما أنه تعرض لصدمة شديدة نتيجة إصابة النخاع الشوكي، مما أدى إلى هبوط في الضغط، وفور وصوله إلى الطوارئ وضع على جهاز التنفس الصناعي للمحافظة على وظائفه الحيوية، وبعد استقرار حالته أجريت للمريض فحوصات طبية دقيقة أظهرت نتائجها، كسراً حاداً ومركباً في الفقرة العنقية السابعة، وضغطاً شديداً على النخاع الشوكي وتورماً متمدداً من الفقرة السابعة العنقية إلى الفقرة الخامسة من العمود الفقري، وهو الأمر الذي ترتب عليه معظم الأعراض الحادة التي جاء بها المصاب إلى المستشفى. وأضاف د. مسعود أن الفريق الطبي بعد دراسة الحالة انتهى إلى ضرورة التدخل الجراحي، إلا أنه مع تورم النخاع الشوكي، وتدهور العلامات الحيوية لم يكن من الممكن إجراء العملية في اليوم نفسه، فانتظرنا إلى أن تحسنت حالة النخاع الشوكي والعلامات الحيوية، ثم قمنا باجراء عملية دقيقة تم فيها إزالة الفقرة السابعة بالكامل، وزراعة فقرة صناعية من التيتانيوم وتثبيتها بالصفيحة والبراغي، وتحرير النخاع الشوكي من الضغط، وتكللت العملية التي استمرت لنحو «5» ساعات ولله الحمد بالنجاح، وبدأ المريض تدريجياً في تحريك أطرافه السفلية واستعادة الشعور فيها في اليوم التالي للعملية، وغادر المستشفى على «المشاية» بعد عدة أيام أمضاها قيد الرعاية الطبية الحثيثة، وعندما عاد للمراجعة جاء يمشي على قدميه مع بعض المساعدة «متكئاً على عصا»، لكن كافة المؤشرات الطبية تؤكد أنه مع العلاج الطبيعي سيستعيد قدرته على المشي بصورة طبيعية.
وأوضح د.مسعود أن العملية اتصفت بالتعقيد، وذلك بسبب جسامة الإصابات التي لحقت بالمريض وحساسية موقعها، فضلاً عن الحالة الصحية العامة الدقيقة التي وصل بها إلى المستشفى، مضيفاً أن كفاءة الفريق الطبي والتجهيزات المتقدمة التي يحظى بها المستشفى ساهما في نجاح العملية، وإنقاذ هذا الشاب من المضاعفات الوخيمة التي كانت من الممكن أن تصيبه بالشلل، أو تعرض حياته إلى الخطر لا سمح الله.