د.عبدالعزيز بن سعود العمر
لا جدال أن نظم التعليم الباحثة اليوم عن تطوير ذاتها (وأحدها نظامنا التعليمي) تنتظرها تحديات مستقبلية شرسة، ولقد تمثلت تلك التحديات في عدة صور، لعل أهمها ظهور حالة من الغبش في مستقبل التعليم، وعدم الاستعداد لمواجهة ذلك المستقبل التعليمي، ويعزى جزء كبير من غبش المستقبل التعليمي إلى التقدم المهول والمطرد في تقنيات وتكنولوجيا العصر، وهي تكنولوجيا غيرت تماماً وجه التعليم، بل وغيرت وجه المهن المستقبلية التي تنتظر مخرجات التعليم، ومما زاد في غبش المستقبل التعليمي سيطرة قيم أخلاقية اجتماعية عالمية تصادم الطبيعة البشرية، كل هذا فرض على القائمين على التعليم التخلي عن الأساليب التقليدية النمطية في إدارة النظام التعليمي.
كما أن تجويد التعليم وفق معايير معاصرة شكل تحدياً كبيراً أمام نظم التعليم، ولا يمكن الوصول بالتعليم إلى صورته المثالية المطورة المجودة ما لم يتوفر التمويل الكافي لدعم مشروعات تطوير التعليم، وهذا بحد ذاته يعد من أبرز التحديات التي تنتظر التعليم. إضافة إلى ما سبق من تحديات، يمر تعليمنا بمخاض يتعلق بهيكلة التعليم الثانوي ومساراته الدراسية. وفوق كل ذلك هناك اليوم محاولات جادة لإعادة صياغة برامج إعداد المعلم في الجامعات، ولكن بالرغم من كل تلك التحديات... تذكروا دائماً أنه إذا كانت هناك تحديات تعليمية فإن هناك في المقابل قادة تعليميين مهنيين قادرون على مواجهة وحل تلك التحديات.