إنّ معشوقة الكتّاب “القصّة” باتت في هذه الفترة تستجدي من يحملها ويكفنها بالحروف ويسكب عليها ماء السطور لتتطهر ممن أهملها وصفعها على قفا الكلام وبيديه يضعها على نعش الحكاية لتزفّ في مثواها الأخير ليكتب على شاهد قبرها (هنا مدفن معشوقة الكتَاب)
وفي مجلس عزاها ترى الحزين القاص، والساخر الروائي، والمبتسم الذي يخفي مقولة توهّما وكذبا “إن الشِعْر ديوان العرب” هذا ليس تشاؤما أو فقدان أمل!
بل تشخيص لحال القصّة في مجتمعنا، القصّة اليوم ترثي حالها وهناك من يريد أن يدفنها وهي حيّة تستغيث من يفلتها من أنياب سمّ الأفاعي!
نعم، بين كل فترة وأخرى يسطع نجم قاص ذكرا كان أو أنثى ولكن يصدم بواقع الأمسيات والفعاليات خذوا مثلاً:
- الأندية الأدبية فقط أمسية قصصية يتيمة ضمن فعالياتها طوال السنة وحتى بعض مسؤوليها يتمنون على أرباب القصة بقولهم “احمدوا ربكم هبيتا لكم أمسية”
إلا أدبي نادي الحدود الشمالية التي حملت على عاتقها هذا الفن مع محيي فن القصة اليوسف!
- أما جمعيات الثقافة والفنون فهي كم يستحير الشمس من الرمضاء زورا وبهاتاناً، إن تعطّفوا على القصة بأمسية فلا تكون وحدها با يجمعون معرض تشكيلي عازف عود ثم في آخرها قاص يحمل أوراق شخوصه بين يديه ليقي قصة أوقصتين وبشهادة ورقة A4 وحضور لا يتجاوز عدد أصابع اليد، أنا أسمع اقرأ ما يسمّى ببيت السرد بفنون الدمام أغلب من يتحدث فيها من المنطقة الشرقية أو قاص عربي من خارج المملكة وإن أقاموا مهرجانا للقصة ترى الأسماء هي هي تتكرر وتتلمع في الإعلام أما القاص الحقيقي ينظر من خلف الستار متحسراً!
نعم، هناك حِراك جيد من هيئة الأدب والنشر ولكن بصراحة لا يكفي!
إن هناك من يحاول عبثاً تهميش دور القصّاص والأدباء في مؤتمراتهم رغم أن لهم نشاطاً ملموساً ومع ذلك يتوارون مع سبق الإصرار والترصد، إن القصة باتت من ثانويات اهتمام هيئة الأدب والنشر، بل من سقط المتاع لها ولكتّاب، أعطوني فعاليات أقامتها هذه الهيئة لفن القصة؟
سطر وفاصلة
لا ترحلي حبيبتي
فقلبي لا يقوى على الهجران
صبّي على حرفي عذابات الفراق
هاك ماء سطري، عطر حبي
طهريني من هواك
هاك وردا وزهرا وانثريه
مدفن غرامي
واكتبي على شاهدي
هنا مدفن الحكاية
لا تعزيني، انثري على قبري
دموعك
ودّعيني بقبلة وقولي لي:
إلى اللقاء أحبّك يا عليّ
** **
- علي الزهراني (السعلي)