الشاعر الشاب عبد الله بن داود بن زيد العصيمي يرثي والده الشاعر داود بن زيد العصيمي بأبيات مؤثرة، واصفاً من خلالها بعض خصاله، ومشاعر ذويه ومحبيه بعد وفاته، وختمها بالدعاء له المغفرة والرحمة.
يارب يا رحمن يا عون العصيمي بالحياة
اربط على قلبه ولا تبلاه باكبر من بلاه
والطف بروحه قبل يتلفها التوجد والسهر
عبدك ضعيف وجمرة الفرقا تبى تتلف حشاه
قالو خذاه الموت لاتجزع وداوم بالدعا
الحي ماينفع فقيده لارحل إلا دعاه
جاني خبره وهام فكري واعذابي واعناي
قمت اتذكر ضحكته واذكر سوالفه ونداه
واذكر وقوفه والتفاته واتذكر ما مضى
بعمر الطفولة يوم يكرمني بعطفه وبعطاه
يابوي فقدك سم حالي والليالي موحشه
الشوق ما يرحم ولا من لوعة الفرقا نجاه
فجيعةٍ انا اشهد انها من فجيعات الدهر
لولا يقيني زاغ عقلي قبل ما ناخذ عزاه
يابوي ينعاك التواضع والسماحة والكرم
وينعاك مدهالٍ حشمته عن مجاملة الوشاه
وتنعى رحيلك يا فقيد الروح طفحان اللحى
علط الرقاب اللي تحن لصوتك ونبرت حداه
وينعاك مسجدنا وجيرانك واهالي ديرتك
ينعون غاليهم ووسط قلوبهم باقي غلاه
وينعونك اللي شاقهم شوفك وقولت لك يبه
ياوجد حالي توهم على عنا الفقد وقساه
لا شفت خاطرهم حزين ودمعهم فوق الخدود
تخنقني العبره واجر من الحزن الفين آه
مرحوم يادمث الجناب اللي مواقيفه تسر
ياعل يكرمك الولي بعفوه وبسطة رضاه
وياعلك بجنات عدن بلا عذاب ولا حساب
وياعل قبرك اوسع من الأرض والبحّر وسماه
وختامها صلوا على من بلغ الدين الحنيف..
خير البشر رسولنا الهادي وخاتم انبياه
اعداد ما تذرى ذواري الصيف حبات الثرى
واعداد ما ينشى السحاب وعد براقه وماه
** **
- عبدالله بن داود العصيمي