تركي بن رشود الشثري
فايز بن تركي بن رشود - رحمه الله-، أحد رجال الدولة الذين قضوا أعمارهم في خدمتها، عمل محافظاً لمحافظة شقراء، والمزاحمية والحريق، كريم، أخلاقه عالية، بشوش، يمازح الصغار وكبار السن، محبوب من الجميع، مقبول عند المسؤولين وإخوانه المواطنين، بابه مفتوح، اسميه أبي وهو بالفعل كذلك، تتعلم في مجلسه الكرم، والمبادرة، والطموح المتزن، ورد الجميل، ورد حديث الرجال بأجمل منه، يُهدي الهدايا الجزلة وتُهدى إليه، يصل رحمه، ويحب الاجتماع، يسأل عن المريض والذي يغيب، ويشجع الشباب دائماً على مواصلة الدراسة، رجل واجب ومواقف محسوبة، كرامته مبذولة للجميع، ومجلسه لا يُمل، كم وكم سمعته وسمعه غيري وهو يصر على من تناول عنده الغداء أن يتناول معه العشاء، ومن تعشى معه أن يبيت حيث كان يحب المزارع وتملك بعضاً منها وجمع الناس في بيته ومزارعه، يحرص على الرجوع لقريته في المناسبات وعند جنى باكورة الثمر، وكثيراً ما قال لي قل لأهلك: (بروح لأبوي فايز آكل رطب وعنب)، رحمه الله نغمتها معه جميلة وحفظتها من كثر ما رددها، يتلطف بالصغار والكبار، ولقد تأثر في عزائه الرجال والنساء فصيته ذائع، وخلقه عاطر، وروحه مقبولة، وحضوره جميل، ظنه بربه حسن، لم تفارقه الابتسامة والروح المرحة وهو في فراش الألم، خرجت روحه برفق، ومال الطود الأشم على سريره، في لحظة كتبها الله على بني آدم، من عاصر هذا الرجل كحالي وقد عرفته من طفولتي تعجب من رحيل الجبال، فايز بن تركي بن رشود مدرسة في الأخلاق والكرم والايجابية، تجمع الناس على قبره كقلوب مُحبَّة لا كأجساد فقط، وشيَّعوه بأرواحهم قبل أيديهم، توفي يوم الأربعاء الموافق للسادس والعشرين من شهر محرم عام 1444هـ، وشيعه جم غفير على رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، سيحمل أبناؤه اسمه وسيضع الله فيهم البركة، ونسأل الله لهم الإعانة فوالدهم رجل دولة ومجتمع وسيكون منهم من يكمل هذه المسيرة العطرة بإذن الله، رحمك الله يا والد الجميع وجعل قبرك روضة من رياض الجنة مُتَّ كريما وربك أكرم منا فنسأله أن يُكرم وفادتك، وأن يخلفك علينا بالخير.