رمضان جريدي العنزي
جعلوا إبليس مرجعهم الأول، ومثلهم الأعلى، وحاولوا بمساعدته الصدع بالباطل، وممارسة قول الزور والبهتان، وتزييف الحقائق، وطمس الواقع والوضوح، ينطلقون من أهواء شخصية، ومنافع دنيوية، لقد خاضوا منذ أمد طويل في قضايا عدائية ضد الوطن بعيدة عن الصدق، أشغلوا الناس بالباطل والكذب والتزوير، وقالوا الذي لا يقال، وفق أهداف مغموسة بالهوى، لن تثير الوطنيين العقلاء بأي شكل من الأشكال.
إن كلامهم وترهاتهم تولد مخنوقة، وتنتهي مذبوحة، وأن غلوا بالحديث وزيفوا وكابروا، إن الوطن عظيم وشامخ وقائم منذ مئات السنين، وكل يوم ينمو ويتطور ويعلو، ولن يضره جوقات من باعة الضمير والأقلام والمنابر والخطب، ومهما برعوا بتنميق الكلمات، وتلميع الصور، ورسم اللوحات، فلن ينجحوا، ولن ينجحوا، وستخيب آمالهم وأمانيهم وتطلعاتهم.
إن الظلمة لا يمكن أن تكون نوراً، وكذلك النور لا يمكن أن يكون ظلمة، وكان الأجدى بهؤلاء أن يعيدوا القراءة مرة أخرى، وفق تعقل تام، وحكمة بالغة، وبصيرة ثاقبة، وأن يراجعوا مواقفهم بدقة متناهية، وأن يعترفوا بأخطائهم، ويعتذرون للوطن كما فعل البعض منهم بعد أن عادوا لرشدهم ليسلكوا الصراط المستقيم، إن الاستمرار على الخطأ لن يفيدهم بشيء، واللغو الكثيف لن يحقق لهم ما يتمنون ويريدون ويبتغون، ومحاولة قلب الحقائق لعبة خطرة لن يستطيعوا النجاح والفوز بها.
إن هؤلاء المنتفعين والمدعوين من الأعداء معنى ومالاً سيتعرون ذات يوم بعد أن يتخلى الداعم والدافع عنهم، وسيعيشون على الأرصفة الباردة كالمتشردين، وسيتوسلون الخبز والماء من المارة، إن الراصد لمنابر هؤلاء ومواقعهم وما تتفوه به أفواههم، وتخطه أقلامهم، لا يعدم أن يجد الخبث الكثيف، والسم الزعاف، وتكبير الصغائر، وتعظيم التوافه، وهذه الأعمال والمساعي تكشف عن تردٍّ في الأخلاق والسلوك والطرح، وتمرداً على القيم والثوابت والمبادئ.
إن هذه الزمرة المتشردة في بقاع الأرض يقف من ورائهم من يقف، يدفعهم للسقوط والفشل من حيث لا يدرون، وهكذا تتكشف كل يوم عن عوراتهم ورقة التوت الصغيرة، لتتضح صفحاتهم السوداء، ومبتغياتهم الرمادية، إن قضية من جندوا أنفسهم للعداء وإبليس حتماً مصيرهم الرسوب الشنيع، ولن يفلح أبداً من هو تحت إمرة العدو، وإمرة إبليس، ولن تقوم لهم قائمة، ولن يتحقق لهم هدف، ولن يكسبوا سوى سواد الوجه، ولعنة التاريخ.