عبدالعزيز المعيرفي
أصبح الظهور الإعلامي والاتصال المؤسسي مهمة رئيسية لأي جهة أو شركة حيث يمثل التواصل الخارجي مع جمهورها جزءا من مهامها الرئيسية فهو يبني سياسات واضحة للتواصل بين الجمهور والمنظمة ويعزز الصورة الذهنية لها. وتجاهل هذا الدور المهم يتعارض مع نهج الشفافية الذي تنتهجه رؤية المملكة 2030 فالدور الاتصالي يقدم محتوي متنوعا لا يقتصر على الأخبار فقط وإنما محتوى تعريفي وتوعوي تسويقي لخدماتها لنشره في مختلف وسائل الإعلام ووسائل الإعلام الجديد بحيث تستخدم طرقاً وأشكالاً مختلفة من المحتوى لإيصال رسائلها إلى جمهورها المستهدف.
لقد كان مشروع النقل العام بالرياض مضرباً للمثل في العملية الاتصالية والظهور الإعلامي فمنذ انطلاق المشروع 2014 مروراً بإطلاق مركز الزوار وانتهاء بمسابقة تسمية بطاقة مشروع النقل العام في 2020 حقق المشروع ظهوراً عالياً في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بل كان ولا يزال هو حديث المجالس إلا أنه ومنذ بداية الجائحة قبل عامين بدا واضحاً التعثر في تشغيل المشروع واستكمال بناء المحطات من ناحية وتعثر ظهوره الإعلامي وقلة تفاعل حسابات المشروع على وسائل التواصل الاجتماعي من ناحية أخرى. وبالرغم من عودة استكمال الأعمال في المشروع إلا أن النشاط الإعلامي لم يعد إلى الآن وقد واجه المشروع مؤخراً حادثتين أولهما كانت حادثة سقوط كتلة خرسانية على سيارة سيدة في طريق الملك عبدالله وكان التفاعل الإعلامي متأخراً حيث صدر البيان بعد خمسة أيام من الحادثة! وثانيهما هو حادثة اعتداءات وتكسير للزجاج على عدد من محطات النقل العام وكان من المفترض أن نرى تجاوباً حازماً بإصدار بيان لتتبع المعتدين وإحالتهم للجهات المختصة خاصة أن المواقع مزودة بالكاميرات.
إن الجهات والمنظمات تقوم عادة على إعداد خطط للاتصال المؤسسي والإعلام للعمل وفق منهجية اتصالية واضحة ومن ضمنها خطة إدارة الأزمات الإعلامية لإدارة الأزمات والتنبؤ بحدوثها بهدف السيطرة عليها والتعامل الأمثل من خلال الاستجابة السريعة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لذلك أتمنى أن يعود مشروع النقل العام كما كان سابقاً وأن يكون ظهوره الإعلامي واتصاله المؤسسي على مستوى عال من الجهوزية وخاصة مع قرب انطلاق تشغيل النقل العام في الرياض لتواكب النهضة الكبيرة التي تشهدها بلادنا العزيزة.