حمد بن عبدالله القاضي
** الناس لا يضيقون بغيرهم ضيقًا ماديًا..
بل الضيق الذي ينال الإنسان من الآخر هو ضيق (عدم الارتياح من هذا الآخر)!.
إنه حتى لو كان الذي لا يرتاح له المرء بعيدًا فإنه يضيق به حين يتذكره أو يذكر مواقفه أو يتخيل (ثقل دمه)!.
* * *
وللشاعر أبو العيناء صاحب الكلمات الساخرة موقف لطيف ومعبّر، فقد زاره في داره شخص من (نوع ثقيلي الدم) فقال له: (لولا أن أشق عليك - يا أبا العيناء - لزرتك في دارك كل يوم)، فقال له أبو العيناء: (لا تفعل إنك تشقّ عليّ وأنت في بيتك!).
* * *
الارتياح من إنسان آخر يجعل الطرف الآخر يرتاح منه وإليه: إن تكلم أو زار، أو تصرف.
إن حديثه خفيف على قلبه.
وزيارته محببة إلى نفسه.
والمثل يقول (المحبوب في راحة)
وهذا صحيح جدًا.
والشاعر العربي يقول:
(وإذا الحبيب أتى بذنب واحد
جاءت محاسنه بألف شفيع)
وهذا حق.
* * *
لنسعد لنحب بعضنا ونصفح عن بعصنا ونرش من غدير المحبة الماء النقي على قلوبنا.
لنحاول أن نحب بعضنا حتى تتسع المجالس والقلوب والأرض من حولنا.
ويبقى أن الله هو مصرف القلوب.
وهو الذي يجعل بعض الأرواح تتآلف، وبعضها يتنافر.
* * *
=2=
* آخر الجداول
تَري الشيءَ ممّا يُتّقَى فتهابُه
وما لا تَري مما يقِي اللهُ أكثرُ
* الشاعرة مريم العامري