محمد بن علي الطريّف:
مما يثلج الصدر ويبعث على الاعتزاز في تجارب لعدة شعراء شعبيين معاصرين تطرقهم بإجادة لكافة أغراض الشعر فتجدهم في القصائد الوطنية يجسدون الولاء والوفاء واللحمة الوطنية ووحدة الصف والكلمة، وفي القصائد الاجتماعية يتحدثون عن مكارم أخلاق وقيم المجتمع السعودي ويكرسون لغرس العادات الحميدة في النفوس من خلال قصائدهم المتميزة، أما في قصائدهم الغزلية فيلمس الراصد الدقيق الترفع عن الابتذال في المعنى وكل ما يخدش الحياء وكذلك تستمتع الذائقة الرفيعة بتجلياتهم وأخيلتهم وحسهم البلاغي الرفيع. يقول الشاعر علي بن نايف الغامدي في إحدى قصائده الوطنية:
للعلا يادار سلمان أخو نوره
قايد العُرب أبيض الوجه والنيّه
فيصليٍ نأخذ الشور من شوره
الفراسه ميزته والعصاميه
رفرفي ياراية العز منشوره
في يدين أهل الفعول الحقيقيه
في سما الأمجاد حرّه ومنصوره
حيّها رايه وسلمان ياحيّه
وفي قصيدة يفوح منها عطر النبل والثقة بالنفس والأناة في القصائد الاجتماعية ومايكتنف تفاصيلها من حكمة وعمق وتوظيف كلٍّ منها بدقة بالغة في القصيدة يقول الشاعر سلطان بن بتلاء:
قال لي لو جتك فرصة تفتّش بالقلوب
قلت له لو جاتني صدق مافتشتها
خلّني مرتاح أصادق عدو واسمع كذوب
أترك العالم تمثّل وراك أبلشتها
دامني لاجيت غالي مقدّر ومحسوب
قيمتي خلف الكواليس مانبشتها
لو براقب كل هرجة قفا من كل صوب
عشت عيشتهم وأنا عيشتي ماعشتها
طلقةٍ ماصوّبتني بتقلعها الهبوب
طايشه وليا تجاهلتها طيّشتها
التغاضي والتروّي يعيّشك امهيوب
والصغار تزيدها قدر لا ناقشتها
ومن قصائد الغزل العذبة يقول الشاعر المتميز فهد المساعد:
من بعد ماكنت نور القلب واسراجه
اليوم صرت الظلام الّلي يطوّقني
عطيتك أكثر من اللي كنت تحتاجه
واسرفت بالحب لين الحب وهّقني
خلاص مالي ومال الحب وازعاجه
مالي ومال الدروب اللي تضايقني
تعبت أضم البحر وأهدّي أمواجه
تعبت أجامل وأشوف الوقت يسرقني
شكواي للّي عليه الضيق وافراجه
اللي إذا شاء يرحمني ويرزقني
أمّا انت يابوجبينٍ عقّد حجاجه
لاعاد تسأل علامك ماانت طايقني
الناس كلٍ على دربه ومنهاجه
وأنا عن الناس مابه شيء يفرقني
إلا إنّي دايم أحب الصدق واواجه
مخلوق والله على هالوضع خالقني
حتى رفيقي ضماد القلب وعلاجه
على كثر ما تمسّك فيه صدقني
لو أدري إنه مرافقني على حاجه
لأمسّكه حاجته وأقول فارقني