علي الخزيم
مع بدايات كل موسم دراسي تبرز أهمية العناية بالأطفال من التلاميذ ذوي الحاجة كالأيتام وأبناء المُعْوِزين والمساكين، لاسيما أولئك الذين تمنعهم حواجز المروءة والكرامة الذاتية من مد أيديهم للآخرين، ومن هنا تأتي مبادرات التكافل الخيرية الهادفة لسد هذه الحاجات مع حفظ كرامة المستفيدين وسلامة مشاعرهم أمام الأقران.
وقد احتفل وزير التعليم رئيس مجلس أمناء مؤسسة تكافل الخيرية ومسؤولو الوزارة مؤخراً مع أمين عام الجمعية (تكافل) والداعمون ببداية موسم الخير التكافلي للعام الدراسي الجديد، فأكد أن الشراكات المجتمعية أصبحت ثقافة فاعلة تسهم بتطوير مُمَكّنات التعليم وتحسين مخرجاته؛ وهو ما يدعو للاعتزاز بجهود الشركاء كواجب وطني يشكرون عليه، موضحاً أن مبادرات مؤسسة تكافل الخيرية للعام الدراسي الجديد سوف تخدم نحو300 ألف طالب وطالبة بمدارس التعليم العام بالمملكة.
فيما أشار أمين عام المؤسسة لأهمية الشراكة الفاعلة مع القطاع الخاص حيث تقدم (تكافل) برامجها ومشاريعها للطلبة المسجلين لديها للعام الدراسي الجديد يتقدمها مشروع الإعانة المالية التي شملت العام المنصرم أكثر من 270 ألف طالب وطالبة، كما تُقدّم عدداً من برامج الدعم الأخرى (المادي والمعنوي والتعليمي)، كالحقائب المدرسية التي بلغت 170 ألف حقيبة، وعشرات الآلاف من الوجبات المدرسية ببعض المناطق الحدودية؛ ونحوها من أوجه الدعم الخيري المدرسي.
هذه النماذج من أرقام الدعم من شأنها تشجيع رجال أعمال ومؤسسات وشركات وبنوك وغيرها للمبادرة بتقديم أعمال مماثلة وابتكار أعمال خيرية موازية لم يتم تفعيلها تكون ضمن متطلبات الطلاب بالعصر الحاضر لتمكينهم من تجاوز مراحلهم الدراسية بنجاح وفلاح، وغني عن القول إن المبادرات الخيرية بالتأكيد لا تعني قصوراً بالدعم الحكومي تجاه التعليم الذي يضعه قائد النهضة وسمو ولي عهده نصب أعينهم وفائق عنايتهم كغيره من المجالات الحيوية الحضارية.
وبالمناسبة فإن الدعوة تتجدد للقائمين على بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية لتجاوز مسألة طبع شعارات جمعياتهم على المواد المقدمة للمحتاجين خاصة ما يقدم للتلاميذ الصغار فيلزم الحرص على الأخذ بالجوانب الإنسانية الأخلاقية التي لو أهملت فقد تكون صدماتها عنيفة على عقول ومشاعر الصغار تلاحقهم بمراحل المراهقة وبشبابهم، ومنهم من تبقى معه حتى في كبره وتكون لها آثارها بتعامله مع المجتمع، والتقدم التقني يوفر ما يُغني لحصر مواد التبرعات ولضبط صرفها وتسليمها دون الحاجة لطباعة الشعارات والملصقات الملفتة المثيرة لمشاعر الصغار؛ فهذا من كمال الأخلاق الذي يحث عليه الشرع الحكيم.
كما أن مناسبة الحديث تدعو للتذكير بضرورة تعاون المدرسة مع الجهات المعنية بالوزارة للالتفات لأحوال الطلاب بالتحسس لأوضاعهم وأسرهم فمنهم المحتاج المتعفف واليتيم الذي يتجرع دمعته خجلاً من سوء ملبسه وحذائه وحقيبته ويَقْصُر فهمه عن البوح للمشرف الطلابي أو أي معلم بالمدرسة عن حالته المعيشية، فبطرق تربوية إنسانية (يعرفها التربويون أو يُدربون عليها) يمكن أن يتولى المتخصصون بالمدارس مهمة التقصّي عن أحوال بعض التلاميذ ثم التلطف بتسليمهم الإعانات دون شعور منهم بأنها صدقات أو تبرعات، فهذا ما عرفه العرب والمسلمون مما يُعد من المروءة والواجب النبيل تجاه مثل هذه الفئات.