يظل هدف إرضاء العملاء الشغل الشاغل للشركات في ظل استمرار المنافسة الوظيفية وتزايد البطالة، وندرة الموظفين الذين يتمتعون بمهارات عالية تلبي الرغبة الجامحة لشركات الأعمال في تحقيق التوازن المطلوب بين حاجة الموظفين لبناء ذواتهم وتطلعاتهم، وبين مواجهة القدرة التنافسية المتنامية، لأجل إنجاز أقصى استفادة ممكنة من فريق العمل واستثمار جهوده لصناعة قادة فاعلين وترقية أدائهم.
غير أن جون كاتزنباح الخبير والمدير والاستشاري السابق تصدى في كتابه «الأداء الراقي» للإجابة على تساؤلات الشركات الكبرى حول كيفية تحقيق التوازن المطلوب الذي يرضي العملاء في ظل مناخ يصعب فيه إيجاد العاملين المميزين، ليؤكد كاتزنباح أن الحل في هذه المعادلة يكمن في تطوير القوى العاملة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من خلال السعي إلى تعيين أيدي عاملة جديدة وجديرة وراغبة في العمل في مؤسسات تحقيق التوازن المطلوب.
فالقوى البشرية ذات الأداء الراقي تلتزم تلقائياً بالانضباط في المواعيد وتقديم الكثير مقابل القليل وتدرك أن العميل هو جوهر العمل ومركز المؤسسة، وتختار أفضل العاملين وتدريبهم، وتطوير أساليب خاصة للاتصال توحد مشاعرهم وتؤلف قلوبهم، وهو ما يجعل توفر مجموعة إدارية تتوافق مع هذه الأساليب أمراً ضرورياً لتحقيق أعلى مستويات الأداء.
أفضل الشركات استطاعت الوصول بموظفيها إلى مستويات غير مسبوقة من الالتزام والكفاءة الوظيفية من خلال اللجوء إلى واحدة أو أكثر من خمس طرق، أولها طريق الرسالة والقيم والمفاخرة وهو طريق تتجسد فيه روح الفريق والقيادة المتسلحة بالمبادئ السامية، وطريق المقاييس المحددة وتبدو فيه المعايير الواضحة والعمليات المصممة لكي تعكس وجهات نظر العاملين وأولويات الأداء، إلى جانب طريق الأعمال الحرة، والإنجاز الفردي، وطريق تقدير الأداء والاحتفال.
تحقيق الأداء الراقي وبناء هذا التوازن، يقتضيان الحاجة إلى الدفع بمصادر الطاقة الشعورية وإيجاد الرغبة الحقيقية للوصول إلى نتائج عملية ملموسة - طبقاً لنصائح كاتزنباح للشركات - وهي مصادر تشمل إيجاد القادة المهرة وبناء الشخصية المستقلة للعاملين، والأسواق المنتعشة، إلى جانب التركيز على الأداء والعراقة والتراث اللذين تفخر بهما الشركة، والممارسات الإدارية الإبداعية المصاحبة وتوفر الفرص والخيارات والسلوك المنظم.
فالموازنة بين احتياجات المؤسسة والموظف تأتي في قمة الوسائل التي تضمن أعلى مستويات الأداء، وتحقق التزاماً معنوياً نحو الشركة وتدفع فريق العمل للمنافسة الشريفة، إذ يكمن السر الحقيقي للمنافسة في الأداء الجماعي للقوى العاملة في الأقسام الرئيسية بالشركة، خصوصاً أن العاملين يملكون الحماس للعمل مع الشركات التي تسعى لتغيير أسلوب إنجاز الأعمال.
ومن هذا المنطلق يجب على الرؤساء أن يحرصوا على مشاركة الموظفين المتميزين في الشركة، العقلية والعاطفية، وعلى القادة أن يعملوا على تحقيق التوازن المطلوب بين الأهداف الوظيفية والشخصية لتحقيق الاستفادة القصوى من القوى العاملة.
*** ***
@aboodalzahim تويتر