إعداد - عبدالله بن بسّام البسيمي:
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن الدّول النّابهة والمتقدّمة، تسعى بجهود حثيثة لنشر العلم والمعرفة بين شعوبها من خلال إنشاء دور الكتب والمكتبات العامّة، وقد اعتنت الدّولة - وفّقها الله - بإنشاء المكتبات من خلال عدة مؤسّسات، وتمثّل ذلك بإنشاء صروح كبيرة يقف على رأسها مكتبة الملك فهد الوطنيّة، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامّة وغيرها، وفي هذا الإطار انتشرت المكتبات ودور الكتب في المؤسّسات العلميّة، كما اهتمّت الجهات الحكوميّة بإنشاء مكتبات عامّة في المحافظات والمراكز التّابعة لها للتّشجيع على القراءة والاطّلاع، وبلغ عددها 85 مكتبة تقريبًا ويعنيني في هذا السّياق الحديث عن هذه المكتبات.
في شهر شعبان إلى شوّال من عام 1443هـ، تمّ إغلاق جميع المكتبات العامّة التّابعة لوزارة الثّقافة في المملكة، وقد أحزن هذا الإغلاق الباحثين وطلّاب العلم والمثقّفين وأفراد المجتمع، وكان من المؤمّل دراسة هذا القرار بتأنٍّ وتشاور، إذا الحلول المتاحة كثيرة وكلّها تصبّ في الصّالح العام، فمن المقترحات البديلة لقرار الإغلاق: الإبقاء على مكتبة واحدة مركزيّة في كل محافظة تجمع فيها المكتبات المتفرّقة في المراكز التّابعة لها، خاصّة أن عددًا لا بأس به منها ذات مبان حكوميّة رسميّة مؤهّلة، أو ضم محتويات تلك المكتبات للمكتبات المركزيّة الموجودة في جامعات تلك المناطق والمحافظات، كجامعة شقراء وجامعة المجمعة وجامعة القصيم وجامعة حائل وغيرها، فهذا ربّما يكون أولى من نقل محتوياتها إلى خارج المحافظات، وما ترتّب على ذلك من حرمان الاستفادة منها، وما قد تتعرّض له من تلف أو فقد وتفرّق.
فعدد لا بأس به من تلك المكتبات التي أغلقت كان تأسيسها على أيدي الأهالي منذ سبعينيات القرن الماضي وقبل ذلك، بل تسابقوا في تزويدها بكتبهم الخاصّة وما ورثوه عن آبائهم وأجدادهم من نوادر الكتب من مطبوع ومخطوط، وأكثر ما في تلك المكتبات من نوادر الكتب وطبعاتها القديمة هي كتب موقوفة من قبل الأهالي، وما زالت وقفيّتها جارية، والموقفون لتلك الكتب لم يدر في خلدهم يومًا أن تؤول هذه المكتبات للإغلاق، وإلّا لما فرّطوا بما في حوزتهم من تلك الكتب النفيسة وتلك النّوادر، وقد انتقل أكثرهم عن هذه الدّنيا الفانية، وأملهم أن يجري عليهم أجر تلك الكتب التي وقّفوها بعد رحيلهم، جاعلين نصب أعينهم قول الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، رواه مسلم.
وحتّى ندرك القيمة المادّيّة لتلك النّوادر أضرب مثالًا، فقد أخبرني أحد الثّقات العارفين أنّ نسخة واحدة من ديوان الشّيخ سليمان بن سحمان المسمّى (عقود الجواهر المنضّدة الحسان) الطّبعة الهنديّة بيعت بمبلغ جاوز عشرة آلاف ريال، أمّا القيمة المعنويّة فلا يمكن تقديرها بثمن، وقس على ذلك كثير من النّوادر.
وسأورد هنا بعض الأمثلة لمكتبات وقفت عليها واطّلعت على بعض نفائسها ومحتوياتها، وحرصت أن أذكر ما دوّن عليها من وقف أو تملّك أو إهداء ولم أستقص في ذلك، وأرفقت بعض النّماذج منها، أمّا الكتب النّوادر الخالية من ذلك فهي كثيرة جدًّا ولم أذكرها هنا.
المكتبة العامّة بشقراء:
أنشئت بجهود قاضي الوشم الشّيخ عبدالرّحمن بن فارس والأهالي، حيث بدأوا التّجهيز لتأسيسها منذ عام 1368هـ، وافتتحت سنة 1371هـ، وألحقت بوزارة المعارف عام 1386هـ، زرتها مرّات كثيرة لا أحصيها، تحتوي على نفائس وفرائد، وكان فيها عدد كبير من المخطوطات أظنّها جاوزت 300 مخطوط نقلت في عام 1416هـ لمكتبة الملك فهد الوطنيّة بالرّياض، ومع ذلك بقي فيها ما لا يقلّ عن عشرين مخطوطًا أصليًّا لم تنقل حتى آخر يوم قبل إغلاقها، وقد وقفت عليها بنفسي واطّلعت عليها، ومنها: مخطوطة (جلاء الأفهام في الصّلاة والسّلام على خير الأنام) لابن القيّم، بخطّ الشّيخ إدريس بن إدريس ابن غيهب سنة 1308هـ، وقطعة من (زاد المعاد في هدي خير العباد) لابن القيم، بخط الشّيخ سليمان بن عبدالرّحمن بن عثمان آل غيهب (ت 1321هـ)، وقصيدة ابن القيّم إذا طلعت شمس النّهار، بخط الشّيخ أحمد بن علي ابن دعيج، سنة 1194هـ، و(منحة الباري في إصلاح زلّة القارئ)، لحسن بن علي العجيمي، و(شرح غاية الاختصار)، لمحمّد بن قاسم الشّافعي، منسوخ سنة 1182هـ بخطّ الحسن بن علي بن محمّد معيضة، (وفضائل القرآن) لشيخ الإسلام محمّد بن عبدالوهّاب، بخطّ عبدالله بن عبدالكريم بن معيقل بن جبرين بن محمّد، و(الأصول الثّلاثة)، لشيخ الإسلام أيضًا، يظهر أنها بخطّ حمد بن عبدالعزيز الجميح سنة 1325هـ, و(تفسير كلمة الإخلاص لا إله إلّا الله)، و(نبذة أوّلها هذا كلام حسن..)، كلاهما لشيخ الإسلام أيضًا، وقصائد للكلوذاني والسّيوطي وغيرهما، ونقولات لفوائد متنوّعة بخطوط مختلفة، وفوائد بخطّ قاضي الوشم الشّيخ إبراهيم بن حمد ابن عيسى (ت 1281هـ)، وأخرى بخطّ الشّيخ عبدالعزيز بن عبدالرّحمن ابن حنطي (ت 1374هـ)، وغيرها. هذا عدا ما في المكتبة من المخطوطات المصوّرة.
وتحوي المكتبة أيضًا على عدد كبير جدًّا من المطبوعات القديمة النّادرة التي أكاد أجزم بتفرّدها بها، بل قد لا توجد في غيرها من المكتبات، وهذه النّوادر هي ممّا أوقفته الأسر العلميّة في شقراء وغيرها على طلّاب العلم ولكون تلك المكتبة متاحة لاطّلاع الجميع فقد أودعت فيها، وهي على وقفيّتها إلى الآن، وممّا اطّلعت عليه من تلك الكتب الموقوفة على سبيل المثال: مجموعة من كتب قاضي الوشم الشّيخ علي بن عبدالله ابن عيسى (ت 1331هـ)، منها نسخة من (الكافية الشّافية في الانتصار للفرقة النّاجية) لابن القيّم، مطبوعة في الهند سنة 1306هـ، عليها تعليقات بخطّ يده مهمّة وإن كانت قليلة، وتوقيفه لها مكتوب بخطّ المؤرّخ الشّهير الشّيخ إبراهيم بن صالح ابن عيسى (ت 1343هـ)، ومجموعة من الكتب التي وقّفها قاضي الوشم الشّيخ إبراهيم بن عبداللّطيف الباهلي (ت 1352هـ)، اطّلعت منها على أكثر من 33 كتابًا ولم أستقصها، وكان الشّيخ مشتركًا في مجلّة (المنار) التي يصدرها الشّيخ رشيد رضا في مصر وكانت ترسل له في شقراء، ويوجد في المكتبة بعض الأعداد التي أرسلت له، وممّا في المكتبة بخطّه منظومة البولاقي، وهي أقدم ما وجد بخطّ الشّيخ حيث نسخها سنة 1287هـ.
وفيها نسخة من (سنن التّرمذي)، مطبوعة في الهند سنة 1302هـ تملّكها الشّيخ ناصر بن سعود ابن عيسى، وآلت من بعده بالشراء سنة 1325هـ لملك عبدالله بن محمّد ابن عيسى ولد أبو أحمد، هكذا دوّن عليها. ونسخة من كتاب (أربح البضاعة في معتقد أهل السّنّة والجماعة) للشّيخ علي بن سليمان اليوسف، مطبوعة في الهند سنة 1316هـ، عليها تملّك صالح بن ناصر الصّالح. وفيها تفسير ابن جرير الطّبري وقّفه عبدالله بن عبدالرّحمن ابن علّيق سنة 1334هـ، كتب الوقفيّة الشّيخ محمّد بن علي البيز (ت 1392هـ).
وفيها كتب أوقفها الشّيخ عبدالرّحمن بن عمر ابن نشوان (ت 1337هـ)، اطّلعت منها على كتاب (فتح الباري) لابن حجر، يقع في 12 مجلّدًا، مطبوع في مصر بين سنتي 1319هـ و1325هـ، وعلى كل جزء نص بالتّوقيف من إملاء الشّيخ العلّامة عبدالله بن عبدالعزيز العنقري قاضي سدير على تلميذه الشّيخ محمّد بن عبدالمحسن الخيّال سنة 1352هـ.
واطّلعت فيها على نسخة نفيسة من صحيح البخاري مطبوعة سنة 1271هـ، وعليها ترميم وترقيع قديم وأكمل التّالف بخطّ اليد، وربّما تعدّ أقدم كتاب مطبوع في هذه المكتبة.
وفيها نسخة نفيسة من (الاختيارات العلميّة لابن تيميّة) للبعلي، طبعة كردستان العلميّة بمصر سنة 1329هـ، قورنت بنسخة مخطوطة وأثبتت الفروقات والتّصحيحات والسّقط في هوامشها بخطّ اليد، وهي كثيرة جدًّا سوّدت بعض الصّفحات، ومن اطّلع عليها لربّما زهد في تلك الطّبعة.
وفيها نسخة من (أقسام القرآن) لابن القيّم، مطبوعة في مكّة المكرّمة سنة 1321هـ، ورقها أصفر وفي صفحاتها خرم في وسطها وطرفيها رمّمها الشّيخ عبدالله بن إبراهيم الرّبيعي، وألصق مكان الخرم ورق أبيض وكتب النّصوص المفقودة بخطّه المعروف.
وفيها نسخة من كتاب (الدّرّة المختصرة في محاسن الإسلام) وألحق به (ديوان الخطب العصريّة)، كلاهما للشّيخ العلّامة عبدالرّحمن ابن سعدي، طبعا سنة 1366هـ، كتب عليهما المؤلّف إهداءً للمكتبة بخطّ يده.
وفيها كتب أوقفها الشّيخ عبدالعزيز ابن حنطي، وكتب أوقفها الشّيخ عبدالرّحمن الحصيّن (ت 1386هـ)، ووقّف محمّد النّعيمي نسخة من شرح صحيح مسلم للنّووي تقع في جزأين كبيري الحجم طبعا قديمًا في الهند، ووقّف علي حلمي الدّاغستاني كتاب (فتح العلّام لشرح بلوغ المرام)، لصدّيق حسن القنوجي، مطبوع سنة 1302هـ، وجعل مقرّه في حرم مكّة المكرّمة، ووقّف حسن بن صقر بو حسين آل بو عينين نسخة من تاريخ الطّبري سنة 1346هـ وجعل النّظر للشّيخ محمّد بن إبراهيم البواردي (ت 1404هـ)، ومجموعة كتب موقوفة على يد قاضي الوشم الشّيخ عبدالرّحمن بن محمّد ابن فارس (ت 1418هـ)، ووقّف الشّيخ عبدالرّحمن السّبيعي نسخة من كتاب (صبح الأعشى)، للقلقشندي، سنة 1372هـ.
وفيها كتب عليها تملّكات منها تملّك الشّيخ محمّد بن سعد بن ناصر، ومحمّد بن حمد بن منصور سنة 1340هـ، والشّيخ عمر بن عبداللّطيف، ومحمّد بن عبدالعزيز السّناني تملّك سنة 1344هـ نسخة من (حاشية شرح القطر في علم النّحو) لمحمود الآلوسي، مطبوع في القدس سنة 1320هـ، والشّيخ البلداني محمّد بن بليهد صاحب (صحيح الأخبار)، تملّك كتاب (شذرات الذّهب في أخبار من ذهب) لابن العماد مطبوع سنة 1351هـ، والشّيخ عبدالله بن حمد الدّوسري، وإبراهيم بن عبدالرّحمن ابن مهنّا سنة 1366هـ، وحمد بن محمّد بن شلفان، وحميّان بن فيحان تملك نسخة من صحيح مسلم، وعبدالعزيز بن نبهان تملك (الجواب الكافي) لابن القيّم، وكتب تملّكها: ابن دلقان، والسّليمي، وأبو بكر، وغيرهم كثير.
وكتب أخرى وقّفها أو تملّكها آل جميح، وآل مقرن، وأبابطين، وآل صالح، وآل جاسر، وآل صبي، والبواردي، والخراشي، والعامر، وآل عيدان، وأبو عباة، وآل إدريس، وآل عوشن، والقضيبي، وغيرهم.
وفيها عدد من الكتب التي وقّفها الشّيخ قاسم ابن ثاني (ت 1331هـ)، ممّا كان يبعثه للشّيخ العلّامة عبدالله بن عبداللّطيف آل الشّيخ (ت 1339هـ)، وهو يوزّعها بدوره على طلّاب العلم، ومن أراد الوقوف عليها فليرجع لبحث (القيم الدِّينيَّة عند الشَّيخ قاسم بن ثاني من خلال علاقته بنجد وعلمائها)، الذي ألقي في النّدوة التّاريخيّة عن الشيخ قاسم بن محمّد آل ثاني، المعقودة في الدّوحة؛ بدولة قطر في الفترة من 16-17 / 12 / 2008م، وقد نشر في الكتاب الخاص بتلك النّدوة.
المكتبة العامّة بأشيقر:
أنشئت في عام 1374هـ بجهود الأهالي، وضمت لوزارة المعارف سنة 1395هـ، تردّدت عليها كثيرًا وكنت منذ سنوات أستعير منها الكتب، وقد حدّثني الخال الشّيخ عبدالرّحمن بن موسى الموسى أنّه أهدى لها عندما أنشئت سبعون كتابًا بعضها طبعات هنديّة قديمة آلت إليه من والده وجدّه، وممّا وجدته فيها جزء من سيرة ابن هشام عليه تملك الشّيخ حمد الجاسر في منتصف القرن الماضي، وكتب كثيرة عليها إهداء باسم محمّد بن عبدالرّحمن الرّزيزاء، وكان فيها نسخة مخطوطة من كتاب (الخراج) لأبي يوسف، وبعض الرّسائل.
المكتبة العامّة بالمجمعة:
ضمّت لوزارة المعارف سنة 1392هـ، زرتها عدّة مرّات يوجد فيها عدد من المخطوطات منها (لطائف المعارف) لابن الجوزي، و(الوابل الصّيّب) لابن القيّم، كلاهما بخطّ الشّيخ عبدالعزيز بن عثمان ابن ركبان سنة 1323هـ، و(مدارج السّالكين) لابن القيّم، بخطّ الشّيخ صالح بن محمّد بن حمد بن محمّد بن سليمان ابن جبير سنة 1315هـ وجميعها موقوفة، ومكتبات خاصّة أهديت لها وبعضها أوقفت فيها، ويوجد فيها عدد من الكتب ذات الطّبعات القديمة والنّادرة منها الطّبعة السّلطانيّة من صحيح البخاري، أوقفها محمّد بن صالح العتيقي سنة 1337هـ، وكتبت الوقفيّة بإملاء القاضي الشّيخ العلّامة عبدالله العنقري، والجزء الأوّل من (مفتاح دار السّعادة) لابن القيّم مطبوع في مصر سنة 1323هـ، عليه توقيف باسم دهش بن عثمان سنة 1327هـ، أمّا الجزء الثّاني فعليه توقيف الإمام عبدالعزيز بن عبدالرّحمن آل فيصل سنة 1345هـ، و(الكامل في التّاريخ) لابن الأثير وعلى هامشه تاريخ الجبرتي، مطبوع في مصر سنة 1301هـ، وهو وقف على طلبة العلم في المجمعة.
مكتبة حريملاء العامّة:
ضمّت لوزارة المعارف سنة 1392هـ، يوجد فيها مطبوعات قديمة ونادرة، وأبرز ما فيها مكتبة الشّيخ العلامة فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك (ت 1376هـ)، قاضي الجوف سابقًا، حيث أوقفها وأودعت جميع محتوياتها في هذه المكتبة، كما أن ضمن مكتبته عدد من المخطوطات نقلت لمكتبة الملك فهد الوطنيّة بالرّياض، وممّا رأيته موقوفًا فيها نسخة من جامع البيان مطبوع في الهند قديمًا أوقفه راشد بن يوسف. وفيها عدد من الكتب التي وقّفها الشّيخ قاسم ابن ثاني.
المكتبة العامّة بتمير:
متأخّرة النّشأة افتتحت سنة 1403هـ، وقد زرتها مرّة واحدة في أوائل العام الماضي 1443هـ، يوجد فيها عدد من الكتب ذات الطّبعات القديمة النّادرة، من ذلك نسخة من (القاموس المحيط) مطبوع في مصر سنة 1319هـ، وقّفه الأمير محمّد بن عبدالرّحمن الفيصل، ونسخة من (جلاء الأفهام) لابن القيّم، عليها تملك مطموس مؤرّخ سنة 1324هـ، وتملك آخر باسم صالح بن عبدالعزيز ابن مرشد، وطبعة قديمة من كتاب (المصباح المنير) للفيّومي، عليها توقيف الشّيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل عبدالوهاب (النّمر) (ت 1337هـ)، و(بيوك تاريخ عمومي) أي التّاريخ العمومي الكبير، لأحمد رفيق، مطبوع في تركيا سنة 1328هـ.
وهناك مكتبات كثيرة تحتوي على كنوز معرفيّة كثيرة وهامّة يطول المقام لو تكلّمنا عنها مثل مكتبة الملك سعود العامّة في بريدة التي تعدّ من أقدم المكتبات في القصيم ترجع في بدايات تأسيسها لمنتصف القرن الماضي، وتحتوي على مخطوطات وعدّة مكتبات خاصة، وهي مليئة بالكتب النّادرة، ولو أفردت بكتاب لكان كبيرًا جدًّا، أمّا دار الكتب الوطنيّة بالرّياض التي آلت محتوياتها للمكتبة العامّة بحي السّويدي، فهي من أوائل المكتبات العامّة تأسيسًا في العاصمة الرّياض وربّما أكثرها ممّا تحتويه من النّفائس والنّوادر، وفيها مكتبات عدد من العلماء، ويوجد فيها ما لا يوجد في غيرها من حيث الكمّ والكيف، وهكذا المكتبة العامّة بحائل، وغيرها الكثير ممّا يطول ذكره، وعمومًا فالمكتبات العامّة في جميع المناطق والمحافظات لا تقلّ أهمّيّة عمّا ذكر في الأمثلة السّابقة وما تحتويه ضمن مجموعاتها من نفائس الكتب ونوادرها، هذه نبذة مختصرة للفت نظر المسؤولين وفّقهم الله لكلّ خير، وختامًا نطرح هذا التّساؤل: ما هو مصير محتويات هذه المكتبات من الكتب والنّوادر؟ وكيف يمكن للباحثين الاستفادة منها؟
أسأل الله التوفيق والسّداد للجميع، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
*** ***
- الوشم - أشيقر