إيمان الدبيّان
سحاب يحيطها، وندى يقبلها، والعطر يعبق بوردها، هكذا بحلتها الخضراء ببهاءٍ وزهاء استقبلت مدينة الطائف ملتقى الأدباء، باستضافة من أكاديمية الشعر العربي، وبرعاية من وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، فنَظَمَتْ عاصمة الشعر العربي معلقة شعرية يُصدح بها في سوق عكاظ، وعلى جنبات وادي وج، وفي قمم الشفا، وفوق هامة الهدا، تُشع نوراً ثقاقياً، وتعزف لحناً عربياً يراه ويسمعه كل العالم بقيادة محافظ مدينة الطائف وجميع المسؤولين أفراداً ومؤسساتٍ، فهنيئاً لهذه المدينة برجالها، ومباركاً لأهل القلم والأدب ملتقياتها.
ثماني جلسات حوارية متنوعة في يومين لم يكونا البداية وأجزم لن يكونا نهاية الحراك الثقافي الأدبي في هذه المدينة التي تزخر بالعديد من قامات الأدب والثقافة والنشر، وتنعم بأمير منطقة رائد للشعر داعم للفكر؛ لذا ستستمر بإذن الله اللقاءات بصور عديدة ومناسبات مجيدة تجمع الكتاب والأدباء بكل مناهجهم وبمختلف مدارسهم، جاذبة لهم من كل مناطقنا الشاسعة، ومقبلة إليهم في كل أراضينا الواسعة تروي للعالم بلغة قرآننا قصصاً وقصائدَ، تاريخاً وتراثاً، فناً وغناءً، بسواعد أفرادٍ الشغفُ محفزهم، والتعاون ديدنهم، والكرم منهجهم، والتقنية والتطور أسلوبهم.
جلسات حوارية أثرت الأدب العربي باختلاف بعض الآراء أدباً وثقافة، واتفاق النفوس خُلقاً وعملًا، فكانت هذه الجلسات قلائد ثمينة تضوي ببريق جواهرها؛ لذا أتمنى أن تكون مرجعاً دبيّاً موَثَّقاً للباحثين والدارسين والمؤرخين، نرتشف من شهده ترياق العلم ومتعة الأدب.
شكراً هيئة الأدب والنشر والترجمة، شكراً أكاديمية الشعر العربي، شكراً محافظة الطائف، فقد تذوقنا معكم بعضاً من ثمار رؤية المملكة العربية السعودية 2030 من بداية الدعوة الكريمة لهذا الملتقى وإلى آخر لحظات ختامه، أنموذج عمل أتمنى أن تستفيد منه المؤسسات الأخرى وإن كان أغلبها لا ينقصها الجودة والتميز ولكن تبادل الخبرات في التنظيم والتنسيق يجعل التميز طاغياً والإبداع دوماً حاضراً.