صيغة الشمري
أثار اهتمامي وشغفي نشاط وزارة السياحة وتحقيقها عددًا كبيرًا من الخطط والاستراتيجيات المبهرة خلال العامين الماضيين، وبما أن قطاع السياحة يعد من المحركات الرئيسة لتحقيق أهداف رؤية 2030، وذلك من خلال مساهمته الواضحة في محاور الرؤية الثلاثة: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح. تتجلى مساهمته في المحور الأول (مجتمع حيوي) من خلال الترويج للمملكة كوجهة جاذبة لـ37 مليون زائر ديني مما يعزز القيم الإسلامية والهوية الوطنية، ومشاركته في المحور الثاني (اقتصاد مزدهر) من خلال المساهمة بنسبة 15 % تقريبًا من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك إضافة إلى دعم القطاع الخاص المحلي واستقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر بهدف تنمية وتنويع الاقتصاد، كذلك من المتوقع أن يعمل القطاع بخلق قرابة مليوني فرصة عمل. وأما المحور الثالث «وطن طموح» فالمساهمة من خلال تعزيز الإيرادات الحكومية (غير النفطية) والذي يهدف إلى تعزيز فاعلية الحكومة، فقد استشعرت وزارة السياحة دورها العظيم في ذلك فقامت بتصميم برامج تدريبية ضخمة للشباب السعودي مثل برنامج رواد السياحة والذي تم استثمار ما قيمته 375 مليون ريال لتدريب 100 ألف شاب وشابة في أرقى عشر جامعات ومعاهد ومؤسسات متخصصة بالقطاع السياحي، ولا يمكن أن نغفل إستراتيجية نظام السياحة الجديد الذي يساهم بتقديم أفضل الحلول وتسهيل المعوقات لتحقيق مستهدفات إستراتيجية السياحة الوطنية كما يطرح أساليب مبتكرة للاستثمار في مناطق المملكة، مما يساهم في جذب الأعمال، حيث يتضمن النظام الجديد تشريعات وإجراءات مرنة لجذب الاستثمارات النوعية، وضمان جودة الخدمات المقدمة للسائح والزائر وحماية حقوقهم، ويمنح التجربة المُثلى للسائح، لتصبح المملكة وجهة سياحية عالمية.
وكان أبرز ما تضمنه نظام السياحة الجديد هو حماية سمعة السياحة بالمملكة حيث إن السياحة قوامها شعور كل مواطن بأن الطبيعة والأماكن الأثرية هي أشياء تخصه وتنتمي إليه، وتشكل مصدرًا لعيشه ورفاهته كمصدر لدخل بلده. وسوف تعني هذه الثقافة احترام الزوار - محليين أو أجانب- وعدم الإساءة إليهم بقول أو تحرش أو استغلال من خلال رفع الأسعار أو الغش في الخدمة بقصد الربح السريع، أو بعض الأشخاص الذين يبالغون بالانتقاد والتقليل من شأن السياحة الداخلية دون أن يقدموا ملاحظاتهم للجهات المختصة للتحسين، فيصنعون للسياحة والبلد سمعة سيئة تنعكس حتمًا على المردود طويل الأجل.
لذلك من ضمن تنظيم برنامج السياحة خلق القوانين الصارمة لضبط وتشجيع القطاع حتى ينافس، وتأسيس ثقافة السياحة واجب علينا جميعا، خصوصاً أننا معروفون كشعب مضياف وكريم. إضافة إلى ما لدينا من نعم وخيرات كثيرة منحها الله بلادنا الغالية لا يمكن حصرها، أرض شاسعة بتضاريس متنوعة من صحاري وأودية وجبال وسهول وبحار بشواطئها، ومناخ يختلف من منطقة لأخرى، فهناك الباردة صيفاً والدافئة شتاءً، بالإضافة إلى ثروات وتاريخ يزخر بالعراقة.