سلطان بن محمد المالك
في كل يوم تظهر لنا الرياض عاصمة جميلة من خلال التطور السريع الذي تشهده في مبانيها وطرقها ومؤخراً في العناية بتشجيرها من خلال مشروع الرياض الخضراء. ومن يسير في طرقات الرياض هذه الأيام سوف يلحظ اختفاء الباصات القديمة ذات الطابع الشعبي واستبدالها بباصات وحافلات جديدة ذات تصاميم رائعة تضاهي أفضل الباصات الموجودة في بعض العواصم العالمية. كذلك يلاحظ توفر محطات خاصة بالركاب بتصاميم جميلة وشاشات إلكترونية موزعة على أغلب شوارع الرياض وهي جاهزة للبدء في استقبال الركاب.
قبل فترة، بدأ التشغيل التجريبي لمشروع باصات الرياض والذي يتكون من 842 حافلة و3000 محطة داخل الرياض، بمسافة يصل طولها إلى 1800 كم والمخطط له أنه سيساعد في نقل 900 ألف راكب بشكل يومي، في مراحل التشغيل القصوى بعد انطلاق الخدمة بشكل رسمي. وفي هذه المرحلة تنطلق الباصات برحلات يومية بدون ركاب والغرض هو التجربة والتأكد من ملاءمة الطرق والمحطات وعمل المحاكاة لتوقيت الرحلات ومواعيد الوصول والانطلاق، كذلك التأكد من استيفاء محطات وحافلات المشروع لجميع معايير السلامة والجودة والكفاءة.
مشروع حافلات الرياض هو الجزء الثاني من مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، حيث يُعتبر باص الرياض مكملاً لمشروع قطار الرياض (مترو الرياض)، إذ يُمثِّل الجزءان شبكة نقل عام متكاملة بالعاصمة. ويهدف المشروع في المقام الأول إلى توفير خدمة للنقل العام على أعلى مستوى تليق بالمواطنين السعوديين والمقيمين بالرياض، وكذلك يهدف إلى تقليل استخدام السيارات الخاصة، التي تساعد على زيادة مستويات التلوّث البيئي، نتيجة لما تصدره من ملوّثات لاستخدامها الوقود.
في النهاية، نحن أمام تغير كبير في مجال النقل العام بالمملكة العربية السعودية، ومن المتوقّع أن تتحول عملية التنقّل بالرياض بشكل جذري، إذ سيكون الاعتماد الأول على وسائل النقل العامة وليس السيارات من قبل الكثير من الناس أخذاً في الاعتبار جودة الباصات ومحطاتها والخدمة المتوقع تقديمها. ونحن بلا شك بانتظار اكتمال الفرحة من خلال انتهاء المرحلة التجريبية والبدء الفعلي في تشغيل الباصات واستخدامها من الركاب.