بريدة - (الجزيرة):
نبَّه متخصص في العلوم الاجتماعية من نشر الناس لخصوصياتهم في مأكلهم ومشربهم، وملبسهم، وفي حلهم وترحالهم، وفي أفراحهم وأتراحهم، وذلك بنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت للأنظار، مما تسبب في حدوث مشكلات اجتماعية وأسرية جراء التساهل والتهاون في مثل هذه التصرفات والسلوكيات غير المحمودة.
وقال الدكتور عبدالعزيز بن حمود المشيقح أستاذ علم الاجتماع بجامعة القصيم من المفارقات أن نرى منازل محاطة بأسوار عالية وموصدة الأبواب والنوافذ بالحديد المكين، بل تجدها مستورة بالأسوار المرتفعة؛ بحثاً عن الخصوصية، والبعد عن الأنظار ولو كانوا جيراناً طيبين، ناهيكم عن تركيب بعضهم كاميرات للمراقبة، وكل تلك التحصينات من أجل حماية المنزل وممتلكاته؛ لأن داخله فيه سترهم وغطاؤهم بعد الله؛ فالأسرة يقضون جلَّ وقتهم فيه بأفراحهم وأتراحهم، يمارسون فيه عاداتهم وقيمهم وحياتهم بستر وعافية بعيداً عن أعين الناس، ولكن ومع كل ذلك يأبى البعض من الناس إلا أن يخترق كل هذه التحصينات التي بذلتها الأسرة؛ فينشروا ما بداخل منازلهم وخزائنهم المصونة بكل تفاصيلها عبر قنوات التواصل الاجتماعي حتى عرف الناس أركان المنزل وممراته، وغرفه ومجالسه الخاصة والعامة، وأثاثه ومقتنياته وموائده، بل وصل الأمر إلى تصوير ما لا يجب أن يراه إلا أصحاب المنزل من خصوصية حتى لو وصل الأمر إلى شخوص وملامح محارمهم.
ويسترسل الدكتور عبدالعزيز المشيقح في حديثه قائلاً: أي منزل هذا الذي أغلقت أبوابه بالحديد وفتح داخله للفضاء الاجتماعي، فأصبح تحصينه كالنعامة تخفي رأسها وجلُّ جسدها ظاهر للجميع، مشيراً إلى أن تصوير الخصوصيات والثقة في وسائل التواصل والتطبيقات لا ضمانة فيه فمعظمها عرضة للاختراقات، مما تكون سبباً في هدم للكيانات الأسرية، كما أن العلاقات بين الناس تعتريها بعض الخلافات ولا ينفع الندم حينها، وقد وصل الحال بالبعض بأن منح المتلقي العديد من صوره الخاصة ومقاطعه التي لا يرغب في نشرها، لما فيها من الدواخل التي لا يجوز نشرها، أو إطلاع غيرنا عليها؛ فلنحذر من تصوير خصوصياتنا، ونسأل الله لمن ابتلي بذلك الستر والعافية، وأن يحفظنا بحفظه، وأن يكفينا شرَّ كل ذي سوء يتتبع عورات المسلمين.