«نبي عيالنا ما ينامون يشتغلون».. بهذه الكلمات التحفيزية قالها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم عندما أطلق مبادرة خراف النخيل بمحافظة الشماسية في نسختها الثانية، وشاهد عياله من أبناء القصيم يعملون أمامه وبأنفسهم.
وهي مبادرة طيبة ومميزة أطلقها أحد رجال الأعمال علي الحماد في مزرعته، استشعارًا منه بخلق فرص وظيفية مؤقتة وربما مستمرة لأبناء الوطن في خراف النخيل، وهي - بلا شك - قوة عظيمة للاستغناء عن الأيدي العاملة الأجنبية.
وهذه رسالة سامية على خطى «رجال العقيلات» أبناء القصيم يعملون بالعديد من المبادرات المستمرة وفق رؤية المملكة 2030م، حيث عاشت المنطقة نموًا ونهضة في مشاريع الشباب السعودي ولاسيما دور مجلس شباب القصيم التابع للإمارة في دعمهم ومتابعتهم والاهتمام بهم واستقطابهم ودفع عجلة أفكارهم وتحقيقها على أرض الواقع.
العام الماضي زرت بنفسي مزرعة في بداية المبادرة وشاهدت الشباب السعودي يعملون بكل حماس وشغف للاستفادة من هذه النخلة الطيبة والمثمرة وكنت أستمتع بخرافها بهدف التسلية والمعرفة ونقلها عبر وسائل الإعلام، واليوم سعدت جدًا بهذا الاهتمام الكبير والتوجيه الكريم والعطاء من القيادة الحكيمة لأبنائها.. فالقصيم تصدرت المشهد بالعطاء وأصبح شباب القصيم إلى القمة.
وتعتبر منطقة القصيم في قمة التجارة، التي تحتضن أكبر مدينة تمور بالعالم في مدينة بريدة، حيث شهدت المنطقة العديد من المهرجانات الموسمية لمهرجان التمور المقام حاليًا، وأبرزها: (مهرجان تمور بريدة، مهرجان عنيزة للتمور).
واشتعل السوق بالدلالين السعوديين ذوي الخبرة والمهنة العالية الذين دخلوا التجارة الحقيقية، وينافسون على أرض الميدان بالصوت الذهبي «على كم؟ كم نقول؟»، وهم أول من كسروا حاجز ثقافة العيب بالعمل، ودفعوا طموحاتهم وأهدافهم ورسالتهم التجارية، وصنعوا لأنفسهم مجدًا ونموًا، مثل أجدادهم رجال العقيلات أهل القصيم الذين يعتبرون أول من جلبوا التجارة إلى السعودية بشهادة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - عندما زار القصيم، ووصفها بتلك العبارات والكلمات الجميلة.
وفي السابق التاريخ يسجّل لرجال العقيلات.. والآن الحاضر والمستقبل لرجال التمور «عيالنا» أبناء الوطن الذين يسيرون على خطى أجدادهم، الذين أصبحوا يتاجرون ويصدرون للعالم من عطاء هذه البلاد الطيبة المثمرة بالتمور.. وهكذا المستقبل ينهض وينمو بالشباب السعودي.
ولا ننسى الدعم والتوجيهات الكريمة من «المسؤول الميداني» سيدي صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم الذي وقف على إنجازات وأعمال الشباب السعودي بعد شروق الشمس، ودعمهم فردًا فردًا، وسخّر لهم الإمكانيات كافة، وأطلق لهم كل برامج الدعم، ورسم الميدان بتوظيف الشباب، والتشديد على التوطين 100 % وفق رؤية المملكة 2030.
فيما لم تتوقف الجوائز والمسابقات من أهالي منطقة القصيم للشباب السعودي.
وكما تعلمون دائمًا فإن للقمة رجالاً بذلوا كل الجهود والعطاء للوصول لها، وكما نعلم جميعًا أن مدينة بريدة تملك مخزونًا ثقافيًا وإبداعيًا عالي الجودة.. كما قالوا سابقًا «يا حول ياللي مالها بريدة».
وهنا نتغنى بما وصلت إليه مدينة بريدة من التسجيل ضمن شبكة اليونسكو للمدن المبدعة لهذا العام, وهذا يعكس ما تتمتع به منطقة القصيم من دعم ومتابعة حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-، ولا ننسى القائد وصاحب التوجيهات الكريمة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم.
وتعد مدينة بريدة المقر الرئيس للإمارة في منطقة القصيم، وأكبر مدنها التي تمتاز بالتنوع في طبيعتها مما جعل منها موقعاً سياحياً لافتًا، حيث إنها تقع في منتصف إقليم زراعي ذي مساحة واسعة، ومن كبرى المساحات الزراعية على مستوى المملكة بنسبة 20 في المئة من المساحة الزراعية الكلية للمملكة، وهذا ما يجذب إليها أعدادًا كبيرة من السائحين الذين يأتون لزيارتها والتمتع بالمعالم التاريخية والحضارية فيها.
فيما استثمر مهرجان بريدة للتمور طاقات الشباب وعصاميتهم وتحقيق تطلعاتهم التجارية والمالية من خلال إشراكهم بعملية البيع والشراء داخل ساحة المزادات منذ ساعات الصباح الأولى لكسب رزقهم وشراء ما يستطيعون من مزادات التمور وبيعها داخل السوق وفي منافذ البيع المنتشرة خارج مدينة التمور وفي مناطق أخرى من المملكة، حيث يتعلم البائعون أساليب البيع والتسويق، والمقارنة بين التمور الجيدة والرديئة والأصناف المتنوعة.