عطية محمد عطية عقيلان
يشهد عصرنا الحالي سباقًا محمومًا للبحث عن البدائل للطاقة النظيفة والموفرة لها، حفاظًا على البيئة وضمان استمرارها مع توفير التكلفة والمال، وفي ظل ارتفاع تكاليف الحياة، أصبح التوجه لشراء المنتجات الموفرة للطاقة والمنخفضة الاستهلاك، من أجل ضبط المصاريف، وأصبحنا نلاحظ منتجات خمس نجوم وانتشار السيارات الصغيرة ووجود 3 سلندر وسيارات هجينة وكهربائية، وهذا السلوك هو تطور طبيعي للإنسان في التكيف وتغيير أنماط حياته ليتمكن من التأقلم، وسط ارتفاع تكاليف الغذاء وقلة مصادر الطاقة والغلاء العالمي لشح الموارد.
وقد لجأت الدول لفرض الضرائب والقيمة المضافة لتقنين الاستهلاك وترشيده قدر المستطاع، لذا تم وضع شرائح ترتفع تكاليفها حسب المستوى المستهلك من الكهرباء أو الماء أو حجم محرك السيارة أو درجة السفر، مع زيادة الضريبة على المنتجات الكمالية وغير الأساسية والضارة مثل التبغ والمشروبات الغازية والعصائر المصنعة.. الخ.
وهذه الضرائب والقيمة المضافة، يمكن الاعتبار منها وتطبيقها في علاقاتنا مع الآخرين، وذلك لأنها تستهلك أوقاتنا، وقد تكون طاقة عالية ومهدرة ومضرة وفوق قدرتنا وتحمل أعبائها، أسوة بالأجهزة والمعدات ذات الاستهلاك العالي والمكلف من الطاقة، ويكون أثرها كبيرًا ومكلفًا، ونتائجها وخيمة، سواء على مستوى العمل أو طريقة تفكيرنا، لذا لا بد لنا من مراجعة دورية لنمط علاقاتنا وطريقة حياتنا، والتخلص والتخفيف قدر المستطاع من السلبي منها، والتركيز والاكثار والبحث عمن يضيفون، رؤية إيجابية محفزة تساعد على التقدم والتطور والعمل والترفيه المحسن لها، مع الحرص على مراجعة ما نتابعه من برامج وكتب وشخصيات عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، والتوقف عن متابعة من ينشرون التقاعس والتشاؤم والسوداوية والسلبية، فلسنا مجبرين عن الاستماع لهم أو متابعتهم، لأنهم طاقة سلبية، تهدر طاقتك وتفكيرك ويهبطون من عزيمتك، والتركيز على كل من يمنحك تفاؤل و إيجابية وتحفيز على العمل والعطاء وحب الخير والبذل، ويقدمون النصح البناء والنقد المحب والذي ينقلك للأفضل والأصوب في كل مناحي حياتك، ورافق كل من يطور من قيمك في التسامح والرفق ويحسن من سلوكك ويطور ويحسن خلقك، ويتغاضى عن زلاتك ويشعرك بقيمتك، ويساعدك «بحب» في إيجاد حلول لمشاكلك، وكن صاحب مبدأ متبادل بأن تقدم لهم، ما تحب أن تجده منهم، ولا تتعود أن تكون من يطلب كل شيء ولا يقدم أي شيء، فالعلاقات والصداقات هي ميزان بكفتين حاول أن توازن بين الأخذ والعطاء، حتى لا نكون طاقة مهدرة وقيمة استهلاكية عالية لهم، فنجبرهم على تطبيق التجنب والتخفيف من علاقتهم بنا، مع أهمية عدم البحث عن الكمال في كل علاقاتك، فقدر ظروفهم وردات فعلهم، وليس بالضرورة أن يكونوا جميعهم من فئة الخمس نجوم، فمن تعدى الثلاث نجوم، تمسك به، لأنه من فئة الطاقة الموفرة والتي تحتاجها في حياتك وتساعدك على الارتقاء، والحفاظ من الهدر المكلف.
خاتمة: من أقوال الروائي الفرنسي اونريه بلزاك «ازدهار الصداقة، لا يكون إلا إذا كانت الذاكرة ضعيفة، بحيث تنسى الأخطاء»، وهي قاعدة ذهبية لتطبيق فن التجاهل والتغاضي لكل من ساعد أو قدم معروفًا أو نصح لك، ولا تخسره و»عظ عليه بالنواذج».