عبد الله سليمان الطليان
يمكنك أن ترتقي بفكرك عبر النهل من واحة الثقافة بالاستزادة في قطف المعلومة من كُتب الدين والتاريخ والأدب والفلسفة، التي تُعد من الركائز الأساسية في تكوين ثقافة ذاتية، حيث نجد أن هناك عطاء إنسانيًا ضخمًا متراكمًا عبر أزمان مختلفة يحكى واقع حياة البشر على هذه الأرض، ولكن مع الشراهة والنهم في الاستزادة يجب أن تكون الحكمة حاضرة لديك، فلا يجب أن تصبح مسيَّرًا، ولا تدخل في دائرة (الإمعة)، يجب أن يكون عقلك متوقدَ الحس ذا بصيرة ثاقبة يفرِّق بين الغث والسمين، ففي هذا العطاء الزاخر نجد حضور النفس ونوازعها المختلفة التي توجد لدى جميع البشر منذ خلقهم الله تراوح في داخل كل إنسان خلال حياته، كالصدق والكذب والنفاق والغل والحسد والحب والكره والخير والشر والرحمة والقسوة والطمع والجشع والبخل والكرم، متجذرة وكامنة في كل نفس، ولكنها متفاوتة في التأثير، تشتعل مع المواقف والأحداث المختلفة التي يمر بها الإنسان في حياته. ولعل الصدق والكذب أبرز الصفات الأولى التي تعطي الحقيقة الناصعة عن كل نفس، سوء في حديث عابر أو إنتاج له أثر، وهذا هو الملاحظ على الكثير من العطاء الإنساني المعتمد على الكتابة، وخاصة من ناحية الكذب الذي -مع الأسف- ما زال يؤجج الصراع الفكري إلى يومنا الحاضر، سوف أنحي التاريخ والأدب والفلسفة، وآخذ جانبًا متعلقًا بالدين وهو (علم الحديث لدينا)، والذي هو تجسيد قول وسلوك لقدوتنا أفضل الخلق (محمد صلى الله عليه وسلم)، الذي يعج بالرواة الكذابين الذين بروايتهم صنعوا اختلافًا عبر أحاديث موضوعة أثرت على واقع المسلمين واقعًا سيئًا وزادت في تشرذمهم وتفرقهم، بالرغم من جهود التمحيص والتنقيح التي عُملت في (علم الحديث)، وكذلك من التحذير الذي جاء على لسان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قوله (إنَّ كَذِبًا عليَّ ليس ككذبٍ على أحدٍ، فمن كذب عليَّ مُتعمِّدًا، فلْيتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ)
. ونحن ندعوك إلى القراءة ونحثك عليها بقوة ولكن بعقل متبصر.