«الجزيرة» - وكالات:
شاركت ناسا صورتين جديدتين التقطهما تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) للشفق القطبي المتوهج حول القطبين الشمالي والجنوبي لكوكب المشتري الناتجة عن التقلبات في المجال المغناطيسي للكوكب. وأثناء دوران كوكب المشتري، يسحب مجاله المغناطيسي الذي تقصفه جزيئات الرياح الشمسية - هذه عملية مماثلة لكيفية إنشاء الرياح الشمسية للشفق القطبي الرائع على الأرض. وإلى جانب الأعمدة المتوهجة، تُظهر الصور تفاصيل لا تصدق عن الغلاف الجوي المضطرب، ويمكن رؤية الحلقات حول الكوكب وبعض من أقمار المشتري البالغ عددها 79 قمراً متوهجة حول الكوكب العملاق.
وفوجئ علماء الفلك الذين يعملون مع JWST برؤية التفاصيل المذهلة في الصور، حيث قال عالم الفلك إيمكه دي باتر إنه وفريقه لم يتوقعوا أن تكون النتائج بهذه الجودة. وقال دي باتر، وهو أيضاً أستاذ فخري في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، إنه أمر رائع حقاً أنه يمكننا رؤية تفاصيل حول كوكب المشتري مع حلقاته وأقماره الصغيرة وحتى المجرات في صورة واحدة.
والتقطت الصور باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء القريبة من التلسكوب (NIRCam)، القادرة على اكتشاف الضوء من أقدم النجوم والمجرات. ويستخدم JWST نطاقاً واسعاً من ضوء الأشعة تحت الحمراء «لرؤية» الزمن الماضي، ويتم ذلك عن طريق تحليل الوقت الذي يستغرقه الضوء للانتقال عبر الفضاء. واستخدمت ثلاثة مرشحات متخصصة بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن تفاصيل كوكب المشتري المذهلة، ويكون ضوء الأشعة تحت الحمراء غير مرئي للعين البشرية، ولكن تم تعيين الضوء على الطيف المرئي، وهو نطاق من الطول الموجي يمكننا رؤيته.
وتأتي إحدى الصور، التي تُظهر كوكب المشتري وحده، مركبة من عدة صور وتُظهر الشفق القطبي يتدفق باللون البرتقالي والأصفر والأخضر اللامع فوق القطبين الشمالي والجنوبي لكوكب المشتري. وتظهر البقعة الحمراء العظيمة، وهي عاصفة شهيرة كبيرة لدرجة أنها قد تبتلع الأرض، بيضاء في هذه المناظر، مثلها مثل الغيوم الأخرى، لأنها تعكس الكثير من ضوء الشمس.
وقالت هايدي هاميل، عالمة ويب متعددة التخصصات لرصد النظام الشمسي ونائبة رئيس العلوم في اتحاد الجامعات لأبحاث علم الفلك، في بيان: «السطوع هنا يشير إلى ارتفاع عالٍ - لذا فإن البقعة الحمراء العظيمة بها ضباب على ارتفاعات عالية، مثل المنطقة الاستوائية. ومن المحتمل أن تكون «البقع» و»الخطوط» البيضاء الساطعة العديدة عبارة عن قمم سحابة على ارتفاعات عالية جداً لعواصف الحمل الحراري المكثف»، وعلى النقيض من ذلك، فإن الأشرطة المظلمة شمال المنطقة الاستوائية لها غطاء سحابي ضئيل. ويأمل العلماء أن ينظروا إلى بزوغ فجر الكون من خلال ويب، حيث ينظرون إلى الماضي إلى الوقت الذي كانت فيه النجوم والمجرات الأولى قبل 13.7 مليار سنة.