سمر المقرن
أكثر المواضيع تداولاً هذه الأيام، التجارب السياحية، بعد عودة الناس من الإجازة الصيفية، فنسمع كثيراً اختلاف الأذواق حول بلدٍ واحد، فذاك يمدح وآخر يذُم، وهكذا تمضي الآراء السياحية، فيأخذ -بعضهم- صورة ذهنية عن بلد (ما) أنها جميلة وعندما يزورها يصطدم بأنها عكس توقعاته، مع العلم بأنها قد تكون جميلة جداً لكنها لم تناسب احتياجاته السياحية. وهنا مربط الفرس أو النقطة الأساسية التي ينبغي على كل شخص ينوي السفر أن ينظر إلى أشباهه في الذوق السياحي في حال كان سيبني توجهاته وفقاً لخبرات الآخرين.
من المهم جداً، عند اختيار منطقة سياحية أن لا يكتفي السائح بجمالها فقط، بل عليه أن يركز أكثر في كونها تناسبه أم لا؟ وأذكر في هذا الوارد كنت أقضي أياماً صيفية جميلة في منطقة الغردقة في مصر أم الدنيا، وكانت المنطقة عبارة عن منتجع كبير يضم عشاق السباحة والغوص في أعماق البحر الأحمر، والسهر والرقص، وكان يسكن إلى جوارنا نساء منقبات ويرتدين العباءة وكنت أتألم كلما رأيتهن على الشرفة لا يفارقنها وذلك لأن الخصائص السياحية في هذا المكان لا تناسبهن، مع العلم أن هناك منقبات أخريات كنّ يمارسن السباحة والفعاليات الأخرى دون أن يشعرن بأي عائق، المقصد هنا من كلامي أن أولئك النسوة دفعن مبالغ طائلة وقضين أياماً سياحية غير سعيدة، لأن فكرة المكان لا تناسب احتياجاتهن السياحية، من هنا أؤكد على ضرورة أن الذهاب إلى مكان أو منطقة أو مدينة سياحية لا بد وأن تكون مناسبة لثقافة الشخص وحاجاته من المكان فمن غير المعقول أن يسافر السائح لمكان لا يناسبه فيشعر أنه يدفع أموالاً للهواء!
السفر والسياحة من أهم الركائز الإنسانية في حياة أغلب الناس وأنا واحدة منهم، وفي الحقيقة ولا أمدح نفسي، لكنني أهتم جداً بأدق التفاصيل السياحية قبل السفر إلى أي مكان لدرجة -أحياناً- أن أزور مكاناً للمرة الأولى ومن معي يعتقد أنني زرته من قبل بسبب المعلومات التي أمتلكها، لأنني بكل تأكيد لن أضيع وقتي ولا نقودي في منطقة لا تشبهني ولا تلبي احتياجاتي السياحية والمعرفية والثقافية والترفيهية، أضف إلى ذلك، أن تقسيم هذه الاحتياجات ومضي الأوقات مع كل واحدة منها مهم للتنويع الروحي والذهني والجمالي.
إجازة صيفية أتمنى أن تكون سعيدة على الجميع، من سافر ومن لم يسافر، وكل عام وأبواب المدارس تُفتح على خير ونجاح وحماس.